الحرب النفسية اليوم هي الحرب الرئيسية حيث كانت قديما عامل مساعد واحد
التكتيكات التي تساعد الجيوش العسكرية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية
الكبيرة أما اليوم..
فانقلبت الموازين وأصبحت الحرب النفسية هي الحرب الرئيسية خصوصا بعد
الحرب العالمية الثانية ونهايتها بتدمير مدينة "وارسو" بالطائرات حيث برزت
وقتها الطائرات كقوة مرعبة ألهمت الكثيرين وكان منهم علماء نفس مثل
علم النفس الأمريكي "
سكينر" والذي قام
بتجربته الشهيرة
ونجح في توجيه القنابل جوا / سطح ثم جو / أرض واستطاع توجيه القنابل وبدقة عالية مستخدما نظام الاهتداء لدي الحمام..
الآن أظنك تتسائل وما علاقة الحرب النفسية باختبار الحمام هذا لسكينر؟
كان فكرة التجربة قائم أساسا على مبدأ "
السلوك الإجرائي " هذا المبدأ الذي شرحه كثيرا والذي هو عكس السلوك الشرطي لبافلوف..
فأغلب سلوك الإنسان في حياته هو مجموعة من الإجراءات التلقائية مثل قيادة السيارة أو التحدث إلى الآخرين فالبداية يختارها أو يفعلها الإنسان ثم تتوالى السلوكيات الإجرائية تلقائية ومن هنا كانت الفكرة في إذا ما استطاعت التحكم في السلوك الإجرائي لدي الإنسان استطعت توجيه إلى حيث تريد مثل الحمام الذي كان يستخدمه سكينر تماما حيث كانت الحمامة تتجه بالقنابل أو الصاروخ إلى أهدافها المحددة لها متجاهله تماما أي شيء آخر مثل السحاب أو نيران المدفعية فلا تحيد عن هدفها الموجهة لها وهي ترى في نفس الوقت هدف آخر …
ماذا يعني هذا بالنسبة لعلم النفس العسكري أثناء الحرب؟
إمكانية التحكم والتوجيه للعدو إلى حيث تريد فقط بالتلاعب بالتصورات الذهنية لكي يرى ما يجعله يتخذ السلوك الإجرائي التلقائي المستمد من تصوره الذهني (هذا التصور يعمل مثل اللقاط في السيارة فما إن تديره حتي تعمل وتدور محركاتها)
غايتها أن تجعل العدو ما بين
يأس أو حيرة أو خوف فتلك الحالات يزيد بها إفراز الأدرينالين وكلما زاد الضغط بما يؤكد هذه المشاعر لدى العدو (
بتعزيز السلوك الإجرائي كما يشرحه سكينر)..يصل حينها إلى مرحلة حرجة تجعل السلوك الإجرائي التلقائي يعمل
في أحد اتجاهين إما هروب أو اندفاع لتكون الهزيمة هي النتيجة في كلا الحالتين..
تطورت الحرب النفسية كثيرا من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
وتوجه المدرسة الأمريكية لاستغلال تطبيقات علم النفس في المدارس الرائدة السابقة لها (
الألمانية - السوفيتية) والتي كانت تستخدم علم النفس في علاج صدمات الحروب أو الإرشاد النفسي للضباط وعائلاتهم وتطبيقات أخرى لم تكن موجهة لطبيقات المدرسة الأمريكية فيما بعد والتي استخدمتها في معرفة الفوارق (
علم نفس الفارق)بين القادة والمهارات وكذلك كيفية استخدامها في السيطرة والتحكم مثل (تجربة السلوك الإجرائي لسكينر)..
كانت مصر القديمة من أوائل من استخدموا الحرب النفسية وكان أشهر من استخدمها الملك المصري تحتمس الثالث في قادش..تطورت الحرب النفسية
بانصمام العلوم السلوكية وعلوم الاجتماع والعلوم الإنسانية وثورة التقنيات في علوم الأعصاب والدماغ لتتحول من حرب نفسية تسعى للسيطرة على سلوك فرد إلي سلوك جماعة لتتحول من حرب نفسية إلى حرب اجتماعية (
علم نفس اجتماعي حربي)للتحكم في سلوك مجموعات فنشأت عنها مسميات الحروب المتقدمة
(حروب الأجيال الرابعة والخامسة والسادسة حتى العاشرة (
حروب الوعي الشاملة)
ولمعرفة المزيد..
- يمكنك مشاهدة
محاضرة يوري بيزمانوف العميل السابق للمخابرات السوفيتية
- وقراءة
كتاب صلاح نصر الكلمة والمعتقد- وكذلك الكتاب الرائع والدسم (
48 قانوناً لامتلاك القوة وكتابه الآخر 33 استراتيجية للحرب)
- وعلم
النفس والمخابرات لعمر هارون
- ويمكنك أيضاً قراءة بعض من مقالات على مدونتي المتواضعة (
OctagonEg )
حيث أدون فيها عن
حروب الوعي.. وشكرا لسؤالك