إذا كان السؤال عن الناحية الافتراضية فيما يجب أن تُحدثه الجامعة في شخصية الطالب, فيجب علينا الاحتكام لبعض المعايير الّتي تقيس مدى فعالية هذه الجامعة ..
فمن الناحية العلمية والتعليمية: فيُفترض منها أن تغيّر طرق التعليم السائدة الّتي كان عليها, وتنمية مهارات البحث والتحليل والتقرير لديه, وأن تزيد أيضا من الناحية التطبيقية لعلومه سواء إذا كان ضمن تخصصات علمية يكون ذلك بالمختبرات العملية, أو إن كان دراسات إنسانية فيتمثل بممارسة العلوم والنظريات الّتي يتعلمها ويقرأ عنها..
وأمّا عن الاجتماعية: فهي قدرة الجامعة على استيعاب الطلاب من كافة الأعراق والمستويات, وتفعيل برامج وأنشطة وتوفير مرافق ليجد الطلاب المساحة اللازمة ليخلقوا تفاعل فيما بينهم وصداقات وأيضا مُبادرات وجمعيات في العمل الخيري والتطوعي..
وأمّا الجانب الأهم والذي هو معني بتطوير المجتمع كاملا فهي قدرة الجامعة على تنمية المسؤولية السياسية لدى الطلاب: فبالنظر على أنّ طلبة الجامعات هم الفئة المتعلمة ضمن المجتمع والأكثر وعيًا وثقافةً, فهم الأكفأ في عملية الانتخاب والتغيير, لذى يتوجب أن تكون الجامعة داعمة لوجود الأحزاب السياسية كافة, والاهتمام بالمجلس الطلابي الذي يُنتخب كلّ عام والذي يسمّى "اتحاد الطلبة" وأن يكون هو وسيلة التخاطب ما بين الإدارة الجامعية والطلاب, كصورة مُفترضة عن التخاطب أيضًا بين الشعب والسلطة, فيتخرج بعد ذلك الطلبة وهم يمتلكون المعرفة عن كيفية صنع القرار وتطبيقه عبر البرلمانات والمجالس النيابية وغيرها..
ربّما لاحقا سأعدّل على الإجابة وأضيف بعض المراجع فيما يختص بالمجالس الطلابية في الجامعات المشهورة وعن الصلاحيات الممنوحة والدعم الممنوح لتكون الجامعة مُعلّمة ليست علوما صلبة وإنّما فنون ومهارات حياتية وخبرات اجتماعية وغيرها.