ما هو حكم من قذف غيره بغير الزنا واللواط

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
القذف نوعان:
أولهما: قذف يُعاقب عليه القاذف بحد القذف، ويكون باتهام الشخص المُحصن بتهمة  الزنا أو اللواط، أو بنفي نسبه،  بلفظٍ  لا يحتمل معنىً آخر، بمناداته بـ: يا زاني، يا لوطي، وما شابه، أو يصرح بنفي نسبه. 

 وثانيهما:  قذفٌ يعاقب عليه عليه القاذف بالتعزير، وهو الذي يكون باتهام الشخص بتلك التُّهَم بشكلٍ غير صريح، بألفاظ الكناية، مما يحمل أكثرمن معنى، كقول: يا فاجرة، يا خبيثة، وما شابه، أو بالتعريض عند المنازعة مثلاً كقول: لست بزانٍ  ولا أمي زانية، وما شابه. وهنا يُنظر في نيته: فإن قصد الثذف بالزنا يحُدّ للقذف، وإن لم يقصده لا يُحدّ وإنما يعُزِّر. 


 إذا قذف الشخص غيرَه بتهمةٍ  غير الزنا أو اللواط - وهو مفترٍ عليه - فقد أتى فعلاً مُحرماً، عظيم الإثم،  ويُعاقبه القاضي بعقوبة مناسبة تعزيراً  له، ولا يُحد حد القذف، وذلك مثل أن يتهم أحدٌ آخرَ  بالكفر أو النفاق أو السرقة أو السكر أو الخيانة، وما شابه وهو يكذب ويفتري عليه. 


 والأصل أن يحفظ المسلم لسانَه من أن يتلفظ بأيّ سوء، خاصةً ما فيه افتراءٌ على الآخرين وتشويهٌ لسمعتهم ومكانتهم، 
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون ما المُفْلِس؟ "  قالوا: المُفْلِس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: "إن المُفْلِس من أُمَّتِي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم،  فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار" 


  وأما القذف الصريح بالزنا واللواط، والذي هو محرمٌ، ومن الكبائر المُهلكة، ومُوجبٌ للحدّ، وغَضبِ الله تعالى وعقوبته، وحَدُّهُ ثمانون جلدة، فإن لم يأتِ القاذف بأربعة شهداءٍ عدول رأوْا واقعة الزنا رؤية كاملة واضحة، ومشاهدة بصرية لا سمعية،  أقيم عليه حدّ القذف ثمانون جلدة، ولا تُقبل له شهادة بعد ذلك، وحُكم عليه بالفسق،  كما قال الله تعالى: " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (سورة النور، الآية: 4 ) 

 وهذا الحكم ينفّذ سواءً أكان الشخص المقذوف مسلماً أو كافراً.
 

وكل هذه التدابير والأحكام هدفها  حماية أعراض  الناس وسمعتهم من عبث العابثين وافتراءات المفترين. 
 ,للمزيد حول أحكام  حدّ القذف انظر هنا