مشاهدة الأفلام الإباحية محرم سواء كاتن في رمضان أو في غيره من باقي الشهور في الليل أو في النهار، لأن البعض يعتقد أن المحرمات في شهر رمضان تكون في نهار رمضان، أما الليل فيجوز له أن يفعل ما يشاء؟؟!!
- والله تعالى قد أمرنا بغض البصر عن المرأة المحتشمة التي تمشي في الشارع، فكيف بالنظر إلى المرأة العارية تماماً!؟
-وعليه: فتعتبر مشاهدة الأفلام الإباحية في ليل رمضان أشد حرمة عن غيرها من باقي الليالي، لأن صاحبها ينتهك حرمة هذا الشهر الكريم ويضاد الله عز وجل في مقصودة من شرعية الصيام
-ولكن لا يتأثر صومه وإن كان يشاهدها ليلا، ولا يبطل الصوم بمشاهدة هذه الأفلام، ولكن يترتب عليها إثم كبير.
-كما أن مشاهدة هذه الأفلام تؤثر في الصيام بنقص أجره، لأنه ليس المقصود من الصيام هو الجوع والعطش ثم يأتي الليل فيسرح ويمرح الصائم كيفما شاء دون رقيب، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" رواه البخاري.
-ومن ارتكب معاصي في هذا الشهر الكريم عليه الحذر من دعاء دعا به جبريل وأمن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دعا عليه هؤلاء فقد خاب وخسر، فعَنْ جَابِر قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَمَاتَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأُدْخِلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ. الحديث رواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي في مجمع الزوائد -8/139- رواه الطبراني بأسانيد وأحدها حسن، وصححه الألباني.
- كما أن مشاهدة هذه الأفلام الإباحية حتى وإن لم تؤثر تأثيرا مباشرا في الصوم فإن فيها من الذنوب الكبيرة ما سيأتي في ميزان العبد فيحبط في مقابلها الكثير من الحسنات، إن لم يتب صاحبها منها، وكذلك فالغالب على من يشاهد هذه الأفلام قلة التقوى مما يجعله يطلق النظر للنساء في نهار رمضان، وقد تشتد شهوته فيقع في بعض المحرمات كالاستمناء وهو مما يبطل الصوم في قول جماهير العلماء، بل قد يجامع زوجته نهارا فيرتكب إثما عظيما مع وجوب الكفارة عليه وعليها إن كانت مطاوعة له، وهكذا فمن شؤم المعصية أنها تجر إلى معصية أخرى.
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء في بيان عقوبات المعاصي: ومنها: أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة بعدها ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين فتأزه إليها إذاً.
- كما ثبت من الناحية الطبية أن النظر يتلف خلايا كثيرة من الدماغ ويؤدي إلى الصداع وفعل الحرام والفاحشة والعزوف عن الزواج وإلى الخلافات الزوجية.
-ولعل الحل والعلاج لمشاهدة الأفلام الإباحية يكون من خلال النقاط التالية:
أولاً: عليك بمراقبة الله تعالى واستشعار حضوره بقلبك ومّما يعينك على ذلك الإكثار من ذكر الله وترديد هذه المناجاة دوما في اليوم:"الله حاضري الله شاهدي الله معي الله ناظر إلي".
ثانياً: عليك بملء أوقات الفراغ بما هو مفيد من العمل أو العبادة كقراءة القرآن والإكثار من النوافل أو القراءة والمطالعة أو الاستماع إلى محاضرة قيّمة أو تقديم مساعدة إلى محتاج والمساهمة في العمل الخيري بالوقت وبالجهد.
ثالثاً: ممارسة الرياضة البدنية (المشي) في ليل رمضان وخاصة بعد صلاة التروايح، فللمشي أثر كبير في تفريغ الطاقات المكبوتة والسلبية وإنعاش الجسم وملئه بالأوكسجين ورفع طاقة الحياة فيه وبالتالي لا يحتاج إلى مشاهدة مثل هذه الأفلام الهابطة التي تؤذي القلب والجسد وتهوي به في مزالق لا تحمد عقباها وتؤدي إلى احتقار الإنسان لنفسه وشعوره بالذنب لاحقا وربما يكره نفسه الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد احتمال إصابته بالأمراض المتعددة.
-وأخيراً: تذكر أخي أن هذه الأيام (معدودات) وستنقضي سريعاً فهنيئاً لمن ثقل ميزانه فيها بفعل المزيد من الطاعات وأعتق الله تعالى رقبة من النار! ويا خسارة لمن فرط في جنب الله وخاب وخسر وخفف ميزانه في هذه الأيام التي حتى الشياطين تصفد فيها!!