إذا كانت هذه الأفلام الكرتونية قائمة على تجسيد وتمثيل الأنبياء ولو بشكل كرتوني ولو وضع عليه نور أو علامة لا توضح شكله فلا يجوز رؤية مثل هذه الأفلام الكرتونية، لما فيه من هذا التجسيد.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي:
"... تخيُّل شخصه الشريف بالصور، سواء كانت مرسومة متحركة، أو ثابتة، وسواء كانت ذات جرم وظل، أو ليس لها ظل وجرم، كل ذلك حرام، لا يحل، ولا يجوز شرعاً.
فلا يجوز عمله وإقراره لأي غرض من الأغراض، أو مقصد من المقاصد، أو غاية من الغايات... لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة، والمحاذير الخطيرة شيئاً كثيراً وكبيراً..."
وهذا القرار صدر في حق تمثيل وتجسيد شكل نبينا عليه السلام وهو ينطبق على سائر الأنبياء لأن لهم نفس الحرمة والهيبة والتعظيم من حيث الأصل.
ومن المحاذير والمفاسد المترتبة على تمثيل وتجسدي شخص الأنبياء في الرسوم الكرتونية هو تنقص هيبة النبي في نفس الطفل لأنه سيعلق في ذهنه هذه الصورة التي رآها ويربط بينها وبين شخص النبي، والتمثيل والمحاكاة مهما بلغت مهاراتها فإنه لن تبلغ حقيقة حال النبي.
وإذا حصل أي خطأ في التمثيل أو الإخراج فإنه سيعلق في ذهن الطفل هذ الأمر وينسبه إلى مقام النبوة، وقد يكون في طريقة التمثيل أو الإخراج ما لا يفهمه الطفل أو يكرهه فيقوده ذلك إلى بغض النبي نفسه أو بغض شيء من دينه!
لذلك كان الأسلم دائماً بقاء قصص الأنبياء قصصا تروى وتحكى للأطفال حتى تحفظ لها هيبتها وقدسيتها.
أما إن كانت القصص المروية للأنبياء على شكل أفلام كرتونية تحكى حكاية دون وجود أي تجسيد أو تمثيل للنبي فيها، وإنما تروى قصة من شخص للأطفال مثلاً أو يصور مثلاً ردة فعل ناس على النبي أو موقف معين أو مكان معين وقعت فيه القصة أو وجدت رموز تعبيرية عن موقف معين فيجوز مشاهدة مثل هذه الأفلام الكرتونية، لأن علة المنع قد زالت في هذه الحال.
ولكن أنبهك إلى حرمة تصوير أشكال الصحابة أيضاً فلا يجوز ولو برسوم كرتونية تمثيل وتجسيد الصحابة لما لهم من حق في الشريعة أيضاً والهيبة.
والله أعلم