- لم يثبت عن الإمام مالك رحمه الله أن بصحة قراءة سورة الفاتحة عند الخطبة، فقوله كقول باقي الأئمة في هذه المسألة.
- فالخطبة في المذهب المالكي لا تقوم مقام العقد، فهي عبارة عن وعد بالزواج ومجرد قبول بالخاطب على أن يتم العقد بعد ذلك، ، وقد جاء في فتوى مذهب الإمام مالك:... إن كانت العادة جارية بأن الخطبة وإجابتها بالقبول إنما هما توطئة للعقد الشرعي ليلة البناء، وأنه لا إلزام بما يقع بينهم، وإنما هي أمارات على ميل كل لصاحبه، فلا إشكال في عدم انعقاد النكاح بذلك وعدم ترتب أحكامه عليه
-وعليه: فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أصل لقراءة الفاتحة عند الخطبة وعقد الزواج وهو أمر غير مشروع، بل عدّه أهل العلم من البدع المحدثة - فقراءة الفاتحة عبادة وتشرع في أماكنها كالصلاة أو من أجل العلاج والرقية الشرعية، أما أن يتم قراءتها لافتتاح المجالس أو في بيوت العزاء أو عند الاتفاق على عمل معين أو شراكة بين شخصين أو إتمام عملية بيع أو شراء، أو عند اي عقد من العقود بنية التوفيق وإتمام الأمر فلا يصح ذلك ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم ولا سلفنا الصالح.
- والله عز وجل أمرنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة آل عمران (31)
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- وقال تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة الأنعام (153)
- والسبل : هي البدع التي ليس لها أصل في الدين.
- فعلى المسلم أن يحذر من البدع ولو كانت شرعية وظاهرها خيراً، فبعض الناس ينظر إلى ذات الفعل وليس إلى حكمه - فيقول هذا القرآن وما الخطأ والبدع في قراءته؟
- والرد على هذا التساؤل: هو لا يأثم بقراءة القرآن الكريم ( كسورة الفاتحة وغيرها) ولكنه يأثم بتركيب عبادة وإضافتها إلى صورة أخرى حتى تشكّل منها عبادة جديدة ليست مشروعة.
- وعليه: لو فنح المجال لأي إنسان أن يأتي بعبادة مشروعة في أصلها فيزيد أو ينقص أو يركب منها ما يشاء من عبادات أخرى لتغير الديّن وأصبح ألعوبة في يد الكثيرين!!
- فمثلاً : هل يعقل أن يصلي المسلم الفجر أربع ركعات ويقول هذه عبادة، أو أن يقرأ في الركوع الفاتحة بدل القيام ويقول هذه عبادة!! بل هذا خلل وتحريف وتبديل بالديّن.
- فمن شروط العمل حتى يقول مقبول عند الله تعالى :
1- الإخلاص لله تعالى وحده لا شريك له .
2- المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم
- وعلى المسلم أن يقتدي بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والأصل أن يفتتح أي مجلس بالبسملة وبحمد الله تعالى والصلاة على رسول الله - لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل كلام أو أمر ذي بال لا يُفتح بذكر الله فهو أبتر - أو قال: أقطع) رواه أحمد
وأن يختم بدعاء ختم المجلس وهو: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
- وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر البسملة في رسائله إلى الملوك والرؤساء فيقول بسم الله من محمد رسول الله إلى فلان بن فلان