ما هو حكم طلاق الزوجة النكدية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
طلاقها جائز، والزوجة النكدية هي نفسها الزوجة الناشز: وهي التي تمتنع عن أداء حق الزوج أو عصيانه أو إساءة العشرة معه وذلك من خلال خلق المشكلات الأسرية فهي عدو لذاتها، وامرأة ينفر منها الرجل والعائلة أيضاً، كما أنها تتعامل مع ظروف الحياة بتضخيم للأمور، وعادة ما تلجأ للكذب من أجل حماية نفسها.

- وعلاج الزوجة النكدية أو الناشز بيّنته الآية الكريمة في قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) سورة النساء (34-35)

فالآيات الكريمة بيّنت للزوج أن هناك أربعة طرق عليه أن يسلكها لتأديب زوجته ولكي ترجع عن نكدها ونشوزها وهذه الطرق والوسائل:
أولاً: الوعظ فعلى الزوج أن يعظ زوجته بالحكمة والكلمة الطيبة ويذكرها بالله وبحقه عليها وأي أجر تكسبه بطاعته وأي إثم ينالها بمعصيته، وأن يصبر على نكدها

ثانياً:
الهجر في المضجع: فإذا لم ينفع معها الكلام الطيب والموعظة الحسنة ينتقل إلى العلاج الثاني وهي الهجر: والهجر نوعان:
1. هجر مادي: بمعنى ينام معها في فراش واحد ولكن لا يجامعها وهذا الهجر ليس له مدة معينة ولكن الهدف منه رجوعها عن نشوزها ونكدها.
2. هجر معنوي: وهو إهمالها بعدم الكلام معها مدة لا تقل عن ثلاثة أيام.

ثالثا: الضرب: وليس المقصود به ضرب البدن كما يعتقد البعض، فهذا فهم خاطئ للنص القرآني، إنما الضرب هنا يعني الابتعاد عنها، قال تعالى (وآخرون يضربون في الأرض) أي مسافرين عن أهاليهم.

رابعاً: الحكمين (حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة) يقوموا بالجتماع معهم ومحاولة التقريب والإصلاح بينهما، والسبب أن يكون الحكمين من أهل الزوجين لأنهم الأقرب والأحرص على إرجاعهما، ولأنهم قد يكونان مطلعين على التفاصيل أكثر من غيرهم، بالإضافة إلى موضوع الستر وعدم نشر التفاصيل بين الناس.

وقد يكون هناك علاج خامس: وهو الرقية الشرعية لك ولها فقد يكون هذا بتأثير شيء من السحر أو العين ونحو ذلك ولك أن تعرض الأمر على بعض أهل العلم بالعلاج بالرقية الشرعية،

-وهناك علاج سادس وهو الدعاء: فأكثر من دعاء (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)
- قال العلامة المناوي في فيض القدير: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق بالضم - فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له، لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها.

- وعليه: فإذا قمت بكل ما سلف ولم تعد الزوجة إلى رشدها فلا حرج عليك في الخلاص منها، ومن نكدها بطلاقها.

- ولكن احذر أن يكون العلاج الأول هو الطلاق فهذا ما يريده الشيطان، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه، ويقول: نِعْم أنت!" رواه مسلم.

- قال شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة رحمه الله: "الأصل في الطَّلاق الحظر، وإنَّما أُبيح منه قدْر الحاجة". فإن لمستِ من زوجتك بعد المحاولات استمرار في العناد وإصرار على مواقفها السلبية، فلا تَتَرَدَّدي في الطلاق؛ لأنَّ الاستمرار والحال كذلك ضياعٌ للعمر، وإهدارٌ للوقت فيما لا طائل مِن ورائه، والله أعلم

-ويقول ابن قدامة المقدسي رحمه الله في المغني: وربما فسدت الحال بين الزوجين فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة وضرراً مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكن وحبس المرأة، مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح لتزول المفسدة الحاصلة منه.

- كما يجوز لك في هذه الحالة أن تعضلها بأن تمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك بمال.