ما هو حكم صلاة من نسي الجلوس بين السجدتين وقام فوراً

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
- كما نعلم فإن الجلوس بين السجدتين ركن من أركان الصلاة .
- والطمأنينة في الجلوس بين السجدتين كذلك ركن من أركان الصلاة .
- وإذا لم يأتي المصلي بركن الجلوس بين السجدتين فقد أسقط ركنين من الصلاة فصلاته باطلة ، وعليه إعادتها كاملة .
- قال ابن قدامة في المغني وهو حنبلي: من ترك ركناً من ركعة كركوع أو سجود ثم ذكره بعد الشروع في قراءة الركعة التي تليها بطلت الركعة التي ترك الركن فيها وصارت التي شرع في قراءتها مكانها، نص عليه أحمد
- وبذلك تعتبر الركعة الأولى ملغاة وتحل الركعة التالية محلها وتسجد للسهو .

- وعليه : فمن نسي الجلوس بين السجدتين وتدارك ذلك فعليه أن يأتي به ما دام في نفس الركعة ويسجد للسهو ، وإن قام إلى ركعة جديدة وهو متأكد بنسيان الجلوس بين السجدتين فعليه أن يأتي بركعة مكانها ويسجد سجود السهو قبل التسليم .
 
- وهذه الحالة تحدث على النحو التالي :
1- إما أن يسجد سجدة واحدة ويقوم مباشرة ظناً منه أنه قد أتى بالسجدتين .

2- وإما أن يأتي بالسجدتين ولكن لا يتم جلوسه بينهما ولا يطمئن به - يخطف الجلسة خطفاً سريعاً بنصف جلوس ويسجد السجدة الثانية ويقوم للركعة الثانية - وهذا يفعله كثير من الناس فنراهم في المساجد لا يتمون قيامهم ولا ركوعهم ولا قيامهم بعد الركوع ولا سجودهم ولا الجلوس بين السجدتين!!! وكل هذه أركان من ترك واحدة منها فقد بطلت صلاته !!!

- ومن هنا يجب على إمام المسجد أن يراقب المصلين كيف يصلون ويرشدهم ويعلمهم صفة الصلاة الصحيحة ، وهذا الذي كان يحصل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المسيء صلاته :

- فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد، فدخل رجل، فصلى، ثم جاء، فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرد النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه السلام، فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل»، فصلى، ثم جاء، فسلم على النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق، فما أحسن غيره، فعلمني، قال: «إذا قمت إلى الصلاة، فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» أخرجه البخاري

- فقول النبي صلى الله عليه وسلم :«ثُمَّ اجْلِسْ على فخذك اليسرى فَاطْمَئِنَّ جَالِسًا» دلالة على وجوب الجلوس بين السجدتين.
- وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها حكاية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالساً.

- وإذا كنت تصلي في جماعة خلف الإمام - وقام الإمام بعد السجدة الأولى وترك الجلوس بين السجدتين والسجدة الثانية فلا يلزمك متابعته بل يجب عليك والمصلين في هذه الحالة أن تأتوا بالجلوس بين السجدتين والسجدة الثانية ثم القيام لمتابعة الإمام
فالجلوس بين السجدتين ركن واجب، تبطل الصلاة بتركه، ولا يشمله الأمر بمتابعة الإمام الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: إنما جعل الإمام ليؤتم به. متفق عليه 

- والأصل في هذه الحالة أن يتم تنبيه الإمام فوراً وأن يعود للجلوس بين السجدتين والسجدة الثانية قبل التلبس بالركن ، أما إذا تلبس بالركن فعليه أن يأتي بركعة جديدة مع متابعة المصلين له بهذه الركعة ويسجد سجود السهو ، والله تعالى أعلم .