لا يجوز شرعاً لك أن تجلس على مائدة يقدم فيها الخمر - حتى لا تكون مشاركاً لهم في إثم شربها ، قال الله تعالى :(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) سورة النساء (140)
- والجلوس على مائدة يقدم فيها الخمر وأنت راضٍ فهذا من الكفر والاستهزاء بآيات الله تعالى وأحكامه وشرعه !!
- فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فلا يُدخِلْ حَليلتَه الحمَّامَ، ومَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فلا يَدخُلِ الحمَّامَ إلَّا بمِئزَرٍ، ومَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فلا يَجلِسْ على مائدةٍ يُدارُ عليها الخَمرُ ) المحدث شعيب الأرناؤوط وحسنه الألباني .
-فالنهي في الحديث يفيد التحريم ، أي يحرم على المسلم إجابة الدعوة إلى طعام يكون فيه خمراً.
- وإذا حضر ولم يشرب كان ممن لعنه الله تعالى في الحديث : ( لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها.) حسنه الألباني .
- فالأفضل الاعتذار عن حضور مثل هذه الموائد التي يكون فيها معاصي كشرب الخمر والإختلاط وغيره ، وأعلم أن الصاحب ساحب إما أن يسحبك معه إلى الجنة فتنعم بها أنت وهو ، وإما أن يسحبك معه إلى النار فتخسر نفسك وصاحبك !! فلا تصاحب إلا الأتقياء والأنقياء الصالحين الذين يذكروك بالله ويشجعونك على العمل الصالح .
- وأذكر تجربة حصلت معي شخصياً : حيث كنت عائداً يوماً على إحدى الخطوط الجوية إلى عمان وأثناء الركوب في الطائرة وتقديم الطعام والشراب طلب الشخص الذي كان يجلس بجانبي (وسكي - خمر ) فأصابتني رعشة وخوف شديد وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ومَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فلا يَجلِسْ على مائدةٍ يُدارُ عليها الخَمرُ) وحديث : ( لعن الله شارب الخمر وجالسه ) وأخذت ابحث عن مكان آخر في الطائرة ولم أجد أي كرسي فارغ ، فاضطررت للجلوس وأنا كاره، وأنكرت هذا التصرف بقلبي وتبرأت من هذا الموقف !! فقال لي الشخص الذي طلب الشرب أنه غير مسلم ( نصراني ) وأن شربه للخمر لا يسكره كما يفعل الكثير لأن سيضع عليه بعضاً من العصير . المهم كانت رحلة صعبة علي والحمد لله أنها كانت قصيرة .
- وهذه الحالات قد تقع مع الطلاب أو المغتربين في الخارج - وخاصة في الدول الغربية التي تقدم الخمر عادة - فقد يصاحب زميلاً أجنبياً في الدراسة أو في العمل ، ويقوم بدعوته إلى الطعام في مطعم ما ويقوم بتناول الخمر أمامه بحجة أن الخمر عندهم مباح وأن دينه يسمح له شرب الخمر .
- وقد يتطور الأمر بأن يعزم صديقه المسلم على شرب الخمر !! فينبغي على المسلم أن يكون كيساً فطن ،وأن يحاول الإمتناع عن هذه الجلسات ، أو يشترط في حضورها عدم شرب الخمر - بحيث يكون داعية لدينه ومبادئه بطريقة لبقه - وليس شرطاً أن يتحدث بالجانب الديني في تحريمها - ولكن يمكن أن يتحدث في الجانب العقلي - أن هذه الخمر تذهب عقلي وأنا لا أرضى بذهاب عقلي ولو للحظات !!!