تساهل المراقبين في الامتحانات لا يصح لأن البعض ربما يحصلون على علامات عالية ليست من حقهم بسبب تساهل هؤلاء المراقبين والسماح لهم بالغش.
فليس من العدل أن يحصل طالب أمضى يومه وليله يدرس بجد وتعب على معدل أقل من الطالب الذي لم يدرس ولم يجتهد وحصل على معدل عالي.
وهذا من باب الإعانة والتشجيع على الغش ولا يصح.
عن أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) رواه مسلم.
- وهذا لفظ عام، يعم الغش في البيع والشراء والامتحانات وغيرها، وإذا كان الغش حراما فالإعانة عليه حرام، حسب القاعدة الشرعية التي تقول:" كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام "
- ولقوله تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة المائدة/2.
- فمساعدة الطلبة في الغش أو غض النظر عنهم من المعلم أثناء مراقبته لهم للاختبارات يُعد من باب التعاون على الأثم والعدوان الذي نهانا الله تعالى عنه ، والنهي في الآية يتقضي التحريم .
- ويجب على كل من عرف بوقوع الغش أن يسعى في تغييره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولا يحل لمسلم السكوت عن المنكر الذي يملك إنكاره، بل إذا سكت كان شريكا في المعصية.
وبناء على ذلك فإبلاغك عن المتقدم عن أخيه في الاختبار كان أداء للواجب الشرعي والوظيفي والأخلاقي،
- فالهدف من الاختبار هو التمييز بين المجتهد وغيره، وتترتب عليه الكثير من الحقوق التنافسية، فإذا سكت الأستاذ (المراقب) على الغش أو ساعد فيه باي طريقة من الطرق فإنه يعتبر شريكا في الإثم والخيانة !!!
- فلا يجوز بأي حال من الأحوال التساهل ولا التغاضي عن ما يقع في قاعة الاختبار، كي لا يقع في غش المجتمع الذي يعيش فيه، بل قد يتعدى ذلك الغش إلى الأمة كلها.
- فبعض المراقبين وخاصة في الثانوية العامة يتساهلون في المراقبة وقد يساعد بعضهم الطلبة في الغش بحجة أن هذه آخر سنة وأنها سنة مصيرية وأن الطالب سيتقدم إلى الجامعة وبحاجة إلى أي علامة تساعده في ذلك .
وللأسف هذه الظاهرة أصبحت مستفحلة ومنشرة بشكل كبير بين الطلاب وأصبح الطالب يشعر بأن ظاهرة الغش ظاهرة اعتيادية فأصبحوا لا يشعرون بالإثم مما يقترفونه وإنما يؤكدون أن لولا "الغش" لما كان باستطاعتهم تحقيق النجاح ،
وقد بات حديثهم عن كيفية الغش قبيل الامتحانات كمثل نقاشهم عن فحوى المحاضرات.
- كما أن حجة بعضهم يقول هذا ليس بحرام ، وأفرض أن ابنك موجود في القاعة ألا ترغب أن لا يساعده المراقبون ؟؟!!
- وهذا الكلام غير مبرر للمساعدة إطلاقا ومن تساهل في هذا فهو مجرم في حق نفسه وفي حق الطالب وفي حق وطنه وأمته !!!
- ويتوجب أن يعلم الطالب الذي يجتاز الامتحان بغش ويحصل على شهادة، وبعدها يتولى مسؤولية، ويصبح مؤتمناً على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً ويأخذ في مقابلة مالاً وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة وخداع الناس . فهذا الرزق الذي حصل عليه يعتبر حراما ويعتبر من الظلم الذي يظلم فيها الإنسان نفسه، وظلم لمجتمعه وظلم لأمته فالغش في الاختبارات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. كما ذكرنا وجميعها حرام .
ومن أجل ذلك ينبغي علينا مكافحة ومحاربة ومعالجة هذه الظاهرة من داخلها ، بعدة أساليب
_ بأن نعطي الطالب حقه في التدريس والدراسة وتقليل الضغط عنه
-إعطائه الثقة بنفسه وبأنه قادر على حل الاختبارات بذكائه وبنفسه
- تذكيره بأن الغش لا يجوز وهذا يدخل في الحرام
-أن يكون الاختبار شفويا لجميع الطلاب
-غرز في الطالب مبدئ الذي يخاف الله ويتقي حرماته سوف يعطيه الله النجاح والفلاح