لا يجوز تخفيض صوت الأذان بدعوى عدم إزعاج غير المسلمين القريبين من المسجد ما دام صوت الأذان معتاداً كما هو حال سائر المساجد وليس مبالغاً فيه بشكل زائد عن المعتاد.
فالأذان شعيرة من شعائر المسلمين الظاهرة وفيها إعلان بالتوحيد والشهادتين وهي خلاصة دين الإسلام وزبدته وقد أمرنا برفعه ورفع الصوت فيه حتى يسمعه الحجر والشجر، ما هو المانع من رفعه في بلاد المسلمين وأرضهم؟!
وغير المسلم المقيم في بلاد المسلمين ليس له أن يعترض أو يتحكم في كيفية إظهار شعائر الإسلام بل عليه أن يحترم شعائر المسلمين وكيفية أداؤهم لها كما أمرهم ربهم وشرعها لهم نبيهم.
قد تقول: ولكن أليس مراعاة مشاعرهم وعدم إزعاجهم مطلوب وهو من الإحسان إليهم؟
فالجواب: أن المطلوب هو عدم إزعاجهم ظلماً وعدواناً بغير وجه حق، والأذان ليس فيه إزعاج حقيقة، وها هو يرفع في غالب بلاد المسلمين خمس مرات في اليوم بدون أن يعترض أحد ولا ينزعج أحد، فادعائه الانزعاج هو في الحقيقة ليس من الصوت وإنما من التوحيد الذي يعلن ويذكره بحقيقة دينه وأنه على باطل.
فإذا كان الحق هو ما أزعجه فلينزعج وهو إزعاج مطلوب له وفيه رحمة به فلعل هذا التذكير المستمر له بأنه على باطل وشرك أن يدفعه في يوم من الأيام أن يفكر بحقيقة ما هو عليه فيراجع نفسه ويكون ذلك سبباً في إسلامه وهدايته فينجو من النار.
فإنه لو مات على ما مات عليه من النصرانية أو الكفر والشرك فإنه سيكون خالداً مخلداً في نار جهنم وهذا هو الخسران الحقيقي.
وإذا كان ينزعج بسبب قرب بيته من المسجد وعلو صوت الأذان عنده فليرحل وليبحث له عن منزل آخر بعيد عن المسجد!
ولتقارن بين معاملة الدول غير الإسلامية للمسلمين!
فهل يخفضون من صوت أجراس كنائسهم حرصاً على عدم إزعاج المسلمين!
وهل عندهم حرص على عدم أذبة مشاعر المسلمين أثناء تأدية طقوسهم!
وإذا النصارى تدق أجراس كنائسهم في بلاد المسلمين فهل يسمح للمسلمين برفع أذانهم أصلاً في بلاد الكفار!
والله أعلم