-حكم الغلو : محرم في الشريهة الإسلامية لأنه يندرج تحت البدع والبدع محرمة وظلاله .
-فالغلو : هو الزيادة وتجاوز الحد ، والغلو في الدين هو : هو مجاوزة الحق فيه والخروج به من حد الإعتدال في الإفراط والتفريط والإبتداع والتشدد في الدين .
- وقد ورد النهي عن الغلو في الكتاب والسنة :
- قال الله تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) سورة النساء:171
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) أخرجه النسائي وإبن ماجه .
- وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ . قَالَهَا ثَلَاثًا ) رواه مسلم
والمقصود بالمتنطعين :هم المغالون في العبادة والمتجاوزين الحد فيها إلى البدع وغيره .
-أما من مظاهر الغلو ما يلي :
1- قصة الثلاثة نفر الذين جاءوا يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الحديث الصحيح : أنه قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها [أي: عدُّوها قليلة]، فقالوا: أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا [أي: دائما دون انقطاع]، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر [أي: أواصل الصيام يومًا بعد يوم]، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.
فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". متفق عليه .
2- حديث أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم ، وأن يقوم قائما ولا يجلس ، ولا يستظل ، ولا يتكلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروه فليجلس ، وليستظل ، وليتكلم ، وليتم صومه ) رواه البخاري .
3- مواصلة الصوم في نهار رمضانمع المرض الشديد فيشدد على نفسه فيبقى صائماً ، فهذا أيضاً نقول إنه ينطبق عليه الحديث : (هلك المتنطعون ).
4-ومن مظاهر الغلو ما يفعله بعض المتشددين في الوضوء ، حيث تجده مثلاً يتوضأ ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر ، وهو في عافية من ذلك . أيضاً في الاغتسال من الجنابة ، تجده يتعب تعباً عظيماً عند الاغتسال ، في إدخال الماء في أذنيه ، وفي إدخال الماء في منخريه . وهذا ينطبق عليه قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( هلك المتنطعون )
5- ومن مظاهر الغلوا كذلك كثرة الخوض فيما لا يعني ، والسؤال عما لا ينبغي ، وتكلف البحث فيما لا يغني . وكثرة السؤال فيما ليس له علاقة لا بالواجبات ولا بالمحرمات ، وهذا ما يسمى بالترف الفقهي .
- وعليه : فالتشريع قائم على التيسير ، وجاء ليحقق مصالح الناس وليخفف عنهم ، ويرفع الحرج والمشقة عنهم ، ففي الحديث عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنْ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ) متفق عليه .
- فيجب على المسلم أن يعتدل في أمور الدين ولا يشق على نفسه ولا على غيره فيكونسبباً في تنفير الناس من الدين ، ففي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) متفق عليه .