ما هو حكم الغش في الامتحانات وهل يترتب عليه بناء رزق حرام فيما بعد

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الغش في الامتحانات حرام ومنكر كالغش في المعاملات، وقد يكون أكبر جرما من الغش في المعاملات، وهي من الأخلاق المذمومة التي يجب على المسلم أن يبتعد عنها . وذلك لأنه قد يحصل له وظيفة كبيرة بسبب هذا الغش - فيغش في وظيفته كما غش في اختباره وأخذ جهد غيره .
-فالغش محرم في الامتحانات في جميع الدروس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من غشنا فليس منا) أخرجه مسلم .

- والغش يعتبر خيانة ،والله سبحانه وتعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة الأنفال: آية 27]

- فالغش سواء كان في البيع والشراء أو في الاختبارات المدرسية أو الجامعية فهو محرم بإجماع العلماء .

-
وإن الطالب الذي يجتاز الامتحان بغش ويحصل على شهادة، وبعدها يتولى مسؤولية،  ويصبح مؤتمناً على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً ويأخذ في مقابلة مالاً وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة وخداع الناس . فهذا الرزق الذي حصل عليه يعتبر حراما ويعتبر من الظلم الذي يظلم فيها الإنسان نفسه، وظلم لمجتمعه وظلم لأمته فالغش في الاختبارات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. كما ذكرنا وجميعها حرام .

-
فالواجب على الطلبة في أي مادة أن لا يغشوا، وأن يجتهدوا في دراستهم وأن يبتعدوا عن الغش حتى ينجحوا نجاحًا شرعيًا عن جد وجدارة .

- فالطالب الذي يصدق في حياته ودراسته سيسر الله أمره كما قال الله تعالى :( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )سورة الطلاق آية :3-4

-ويقول الله تعالى:( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )[سورة الطلاق:4]

-فينبغي على الطالب الاجتهاد في طلب العلم بطرق شرعية ،وأن يحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم، وأن يحسن الظن بالله ويسأله التوفيق، في كل أمروه ، وأن لا يصاحب الغشاشين ولا يغتر بهم لأنهم قد ارتكبوا كبيرة من الكبائر وإثم عظيم وقد حصلوا على خطر عظيم .
-وقد سئل الشيخ ابن باز هذا السؤال :
 رجل يعمل بشهادة علمية وقد غش في امتحانات هذه الشهادة، وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤوسيه، فما حكم راتبه هل هو حلال أم حرام؟

فأجاب: لا حرج -إن شاء الله- فعليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائما بالعمل كما ينبغي فلا حرج عليه من جهة كسبه؛ لكنه أخطأ في الغش السابق، وعليه التوبة إلى الله من ذلك .