ما هو حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 المسبحة الإلكترونية حكمها كحكم المسبحة العادية، وما دام أن العلماء قد أجازوا التسبيح بالمسبحة مع مخالفة الأولى -وهو التسبيح بالأصابع- فيكون التسبيح بالمسبحة الإلكترونية جائز ولا بأس في ذلك، بل قد يكون أهون من التسبيح على السبحة، فإذا قيل بأن السبحة جائزة فهذا البرنامج جائز، وذلك لأن بعض المحذورات الموجودة في استعمال السبحة غير موجودة في هذا البرنامج ، كمراءاة الناس بالسبحة، أو عد التسبيح باليد مع كون القلب واللسان مشغولين بأمور دنيوية والحديث مع الناس.

- قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
"الأصل في الأذكار والعبادات: التوقيف، وألا يُعبد الله إلا بما شرع، وكذلك إطلاقها، أو توقيتها، وبيان كيفياتها، وتحديد عددها، فيما شرعه الله من الأذكار، والأدعية، وسائر العبادات مطلقاً عن التقييد بوقت، أو عدد، أو مكان، أو كيفية: لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية، أو وقت، أو عدد، بل نعبده به مطلقاً كما ورد، وما ثبت بالأدلة القولية، أو العملية تقييده بوقت، أو عدد، أو تحديد مكان له، أو كيفية: عبدنا الله به، على ما ثبت من الشرع له"

- وعليه: التسبيح من الذكر المستحب والسهل على لسان المسلم وله أجر عظيم من الله تعالى،
- قال الله تعالى: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) سورة الروم: 17

- وقال تعالى: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) سورة الأحزاب 41

- وهو من الذكر المستحب بعد الصلوات المفروضة: ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) أخرجه مسلم.

- والطريقة الصحيحة للتسبيح هي قول: (سبحان الله) ولكن يقولها بتدبر وعلى مهل مستشعراً معناها وهو التعظيم والتنزيه وإجلال الله تعالى وتنزيهه عن كل نقص وعيب، وإثبات صفات الكمال والجلال والجمال لله تعالى.

- ولا شك أن التسبيح على الأصابع أفضل وهو الأقرب لاتباع السنة، فالأصباع تشهد لصاحبها يوم القيامة، ففي الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكن بالتسبيح والتهليل، والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة) رواه الترمذي، وأبو داود.

- والأمر بالتسبيح على الأصابع فيه إعجاز نبوي، فقد أثبت العلم والطب اليوم أن التسبيح والضغط على عقد الأصابع يومياً له فوائد صحية وطبية كثيرة منها:

1- أن كـف اليدين متصل بجميع خلايا وأجهزة الجسم، وهو ما يسمى (النقاط الحسية والانعكاسية) فعند الضغط على تلك النقاط فإنها بمثابة تنبيه لجميع أجهزة الجسم (القلب والكلى والكبد والمرارة والبنكرياس والعين والأذن) وجميع الخلايا العصبية أن تسبح الله تعالى!!!

2- أن التسبيح عبارة عن تدليك وتنشيط لليد ولجميع أعضاء الجسم.

- ولا بأس في التسبيح من خلال المسبحة خاصة لمن يريد أن يسبح الله مائة مرة أو يهلل مائة مرة أو يستغفر أو يكبر أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فتساعده في مسألة العد. كذلك وجود المسبحة أمام الشخص أو في جيبه أو في يديه هو بمثابة تذكير له دائماً بتسبيح الله تعالى.

- وهذا الوجود وما فيه يسبح لله ولكننا لا نفقه ولا نعرف كيف يسبح؟ قال الله سبحانه وتعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) سورة الإسراء (44)

- وفوائد التسبيح كثيرة منها:
1- تفريج الهم وتنفيس الكرب وقضاء الحاجات، وهذا ما حصل مع سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام عندما إلتقمه الحوت في البحر فما نجاة بعد الله تعالى إلا التسبيح.

- قال الله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) سورة الصافات (144)

- وقال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) سورة الأنبياء (87-88)
 
2- أن التسبيح اطمئنان للقلب وهو ذكر من الأذكار، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد (28)

3- إن لك بكل تسبيحة نخلة في الجنة!! لحديث جابرٍ بن عبدالله - رضي الله عنه - عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: منْ قَالَ: (سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمدِهِ، غُرِستْ لهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ) رواه الترمذي