حياك الله السائل الكريم، بدايةً إنّ دعوة المظلوم على الظالم جائزة وهي عند الله عظيمة، وقول "حسبي الله ونعم الوكيل"، ليست دعاءً على المظلوم، بل هي اعتصامٌ والتجاءٌ إلى الله -تعالى- أن ينتصر للمظلوم ممن ظلمه، وأن لا يضيع للمظلوم حقاً، فهي جائزةٌ ويثاب قائلها؛ لاعتصامه بالله -تبارك وتعالى-.
فقد ثبت عن البخاري عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب، فعزله واستعمل عليهم غيره إلى أن قال: قال سعد: (أَما واللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بثَلَاثٍ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ عَبْدُكَ هذا كَاذِباً، قَامَ رِيَاءً وسُمْعَةً، فأطِلْ عُمْرَهُ، وأَطِلْ فَقْرَهُ، وعَرِّضْهُ بالفِتَنِ، وكانَ بَعْدُ إذَا سُئِلَ يقولُ: شيخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ).