ما هو حكم إضافة لفظ سيدنا في الصلاة الإبراهيمية

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير الخلق وسيدهم في الدنيا والآخرة لايمارى في ذلك مؤمن ، فله المقام المحمود واللواء المعقود والشفاعة العظمى وهو أكرم الخلق على الله .

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَومَ القِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَن يَنشَقُّ عَنهُ القَبرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ).

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيدنا وسيد الخلق أجمعين أنعم وأكرم به من سيد .

أما إضافة لفظ (سيدنا) عند الصلاة عليه فإن كان ذلك خارج عبادة توقيفية كالصلاة عليه 
يوم الجمعة أو في درس معين أو تذكيراً للناس أو في كتاب  ونحو ذلك فيجوز إضافة لفظ "سيدنا "عليه الصلاة والسلام .

أما إضافة (سيدنا ) داخل الصلاة الإبراهيمية في الصلاة أو في الأذان فالصحيح عدم إضافتها ، التزاماً بسيادته عليه السلام ،لأنه هو السيد وهو الذي علمنا كيف نصلي عليه في صلاتنا وفي الأذان ، ولو كان في إضافتها في هذين الموضعين زيادة خير وأجر لدلنا عليه وأخبرنا به عليه السلام ، وقد روي في كيفية الصلاة عليه في الصلاة عدة روايات ليس فيها لفظ سيدنا ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا الابتداع والاختراع .

ولو كان إضافتها بعد مماته أفضل لفعل ذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح ولكن لم يرد ذلك عن أحد منهم ،فدل أن الخير هو في التزام ما ورد به النص .

وقد أجاب ابن حجر رحمه الله عن مثل هذا السؤال بقوله :

" نعم اتِّباعُ الألفاظ المأثورة أرجح ، ولا يقال : لعلَّه ترك ذلك تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن يقول عند ذكره : صلى الله عليه وسلم ، وأمّتهُ مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذُكر ؛ لأنَّا نقول : لو كان ذلك راجحاً لجاء عن الصحابة ، ثم عن التابعين ، ولم نقِفْ في شيءٍ من الآثار عن أحدٍ من الصحابة ولا التابعين أنه قال ذلك ، مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك ، وهذا الإمامُ الشافعي أعلى الله درجته وهو من أكثر الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه : " اللهم صلِّ على محمد ، إلى آخر ما أدَّاه إليه اجتهاده وهو قوله : " كلما ذكره الذاكرون ، وكلما غفل عن ذكره الغافلون " ، وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه ( سبحان الله عدد خلقه ) ، وقد عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب "الشفاء" ، ونقل فيه آثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ، ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ : " سيدنا " ، والغرض أن كل من ذكر المسألة من الفقهاء قاطبة ، لم يقع في كلام أحد منهم : " سيدنا " ، ولو كانت هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها ، والخير كله في الاتباع  " .

والله أعلم