ما هو حديث نزع البركة من ثلاث وما درجة صحته

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 أظنك تقصد ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بلفظ:
 (رفعت البركة عن ثلا: في الساخن حتى يبرد، وفي الغالي حتى يرخص، وفيما لم يذكر اسم الله عليه).

فهذا الحديث ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل، ولا يعرف له سند يرجع إليه لذلك فهو حديث لا أصل له، ولا يصح نسبته إلى النبي عليه الصلاة والسلام.

لكن ورد نزع البركة عن الطعام الحار وما لم يذكر اسم الله عليه في أحاديث أخرى:

- فورد في نزع البركة عن الطعام الحار حديث: "
أبردوا بالطعام، فإن الحار لا بركة فيه"

وهذا الحديث مروي عن ابن عمر رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم، وروي بعدة أسانيد لذلك حكم بعض العلماء بحسنه.

قال المناوي "فيكره استعمال الحار لخلوه من البركة ومخالفته للسنة ".

- ومما ورد في نزع البركة عما لم يذكر اسم الله عليه: حديث (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع) وهذا الحديث رواه ابن حبان وغيره، وحكم عليه بعض العلماء أنه حسن لغيره كما ذكر "المباركفوري" في عون المعبود شرح سنن أبي دواد.

- أما نزع البركة من الغالي حتى يرخص فليس فيه حديث يشير إليه، ولكن روي في معنى هذا الكلام حديث في نزول البركة في المهر القليل.
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال " أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً"(رواه أحمد وغيره).
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله قال " خير الصداق أيسره" (رواه أبو داود).

فهذان الحديثان يدلان على أن البركة لا توجد في المهر الغالي وإنما توجد في المهر اليسير البسيط خفيف الحمل على صاحبه، وهذا دليل أن التيسير على الناس فيه البركة والخير وهو مفيد للمعنى المذكور في الحديث المسؤول عنه.

والله أعلم