حديث الثقلين هو حديث نبوي صحيح:
ونص الحديث أنه ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
(أنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور؛ فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) رواه مسلم
والمقصود بالثقلين هما :
القرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو الثقل الأكبر والأخذ بما جاء به
العترة والمقصود بها هم أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام (زوجاته وذريته) وهم الثقل الأصغر والمراد به الاهتداء بهديهم والاقتداء بسيرتهم.
ويعود تسمية الحديث بحديث الثقلين لوجود كلمة الثقلين في نص الحديث.
- وقد ورد في رواية ثانية عن زيد بن أرقم قال: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعدي - أحدهما أعظم من الآخر -: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) رواه الطبراني
- وقد ورد في رواية ثانية عن زيد بن أرقم قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهم.) رواه الترمذي وصححه الألباني
- كما ورد عن زيد بن أرقم أنه قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد: ألا أيها الناس: فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.) رواه مسلم
- وقد سمي كتاب الله تعالى وأهل بيت النبي بالثقلين، وأمرنا بأن نتبع كتاب الله والأخذ بما جاء به والوصية بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
- وهنا نورد بعض أقوال العلماء والفقهاء من أهل السنة في حديث الثقلين:
1- شيخ الإسلام ابن تيمية: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عترته: إنها والكتاب لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، وهو الصادق المصدوق؛ فيدل على أن إجماع العترة حجة، وهذا قول طائفة من أصحابنا، وذكره القاضي في المعتمد، لكن العترة هم بنو هاشم كلهم: ولد العباس، وولد علي، ولد الحارث بن عبد المطلب، وسائر بني أبي طالب وغيرهم، وعلى وحده ليس هو العترة، وسيد العترة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم... [و] إجماع الأمة حجة بالكتاب والسنة والإجماع، والعترة بعض الأمة، فيلزم من ثبوت إجماع الأمة إجماع العترة)
2- الشيخ محمد بن ناصر الألباني: (أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: (عترتي) هو أن العترة فيه هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم).
3- ابن قدامة المقدسي: (لا نسلم أن المراد بالثقلين: القرآن، والعترة، وإنما المراد: القرآن والسنة، كما في الرواية الأخرى: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة رسوله)، أخرجه مالك في الموطأ، وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - العترة بالذكر؛ لأنهم أخبر بحاله صلى الله عليه وسلم)
4- ابن حجر الهيتمي: وفي رواية صحيحة: (إني تارك فيكم أمرين، لن تضلوا إن تبعتموهما، وهما: كتاب الله، وأهل بيتي عترتي)... وفي رواية: (كتاب الله، وسنتي) وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب؛ لأن السنة مبينة له، فأغنى ذكره عن ذكرها، والحاصل: أن الحدث وقع على التمسك بالكتاب، وبالسنة، وبالعلماء بهما من أهل البيت)