القتل / فحكم المرتد أو المضل والذي يدل الآخرين عن عبادة غير الله في الديانة اليهودية هو القتل:-
كما جاء في سفر التثنية: "إذا قام في وسطك نبي او حالم حلما وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا لتذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم. وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون وإياه تعبدون وبه تلتصقون.
وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يقتل لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يطوحكم عن الطريق التي أمركم الرب إلهكم ان تسلكوا فيها. فتنزعون الشر من بينكم)
- واذا أغواك سرا أخوك ابن أمك او ابنك أو ابنتك او امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من إقصاء الأرض الى أقصائها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب أخيرا. ترجمه بالحجارة حتى يموت. لأنه التمس ان يطوّحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. فيسمع جميع إسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الأمر الشرير في وسطك)
(سفر التثنية 13: 1 – 11)- ولمزيد من التفاصيل انظر (
هنا )
-
والمرتد في شريعة الإسلام : هو الشخص الذي كان مسلماً ثم ترك الإسلام واعتنق غيره، أي بدل دينه بعد ما رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولا، فكأنه بارتداده قد أعلن الحرب على الله وتعالى وعلى الإسلام والمسلمين وكفر بما كان يعتقد.
فكان حكمه القتل ، لأنه ترك الدين عن إصرار وتخطيط مسبق. ففي الحديث عن إبن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
بدّل دينه فأقتلوه) أخرجه البخاري.
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مسلمٍ إلاَّّ بإحدى ثلاثٍ..) وذكر منها:
(التَّارِكُ لدِينه، المُفارِقُ للجماعة) متفق عليه
- وعن مُعاذَ بنَ جبل - رضي الله عنه - لما قدم على أبي موسى في اليمن، وجد عنده رَجُلاً موثقًا، قال: "ما هذا؟" قال: "كانَ يَهُوديًّا فأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ"، قال: "اجلس"، قال: "لا أجلس حتى يُقْتَلَ؛ قضاء الله ورسوله"، ثلاث مرات، فأَمَرَ به فَقُتِلَ، وفي روايةٍ: "وكان قد اسْتُتِيبَ قبل ذلك". متفق عليه.
- ولا يمكن تصحيح أخطائه ، لأنه لا يقر بعهد مع المسلمين وليس له عهد ولا ذمه بعد ردته.
- أما الحكمة من إقامة الحد على المرتد فهي : 1- عقوبة له على كفره برَبِّ العالمين، بعد أن عرف الحق واتبعه وآمن بالله وبرسوله واتَّضَحَ له سبيلُ الهُدى، واستَظلّ بظلِّ الإسلام، وأيقن بسَماحَة هذا الدين وشموله وصلاحِيَتِه لكلِّ النَّاس، ولكل زمان ومكان، وعَلم أنَّه الدِّينُ الحقُّ المُنَزَّلُ من عند الله، والمنزه عن التحريف والتبديل.
2- إن في قتل المرتد حماية للمجتمع وللدين معاً وردع لمن يفكر بالردة أو يدعو إليها لأن التَّهاونَ في عقوبة المرتد المُعْلِنِ لِرِدَّتِهِ يُعَرِّضُ الجميع للخطر، ويَفْتَحُ عليه بابَ فِتْنَةٍ لا يعلمُ عواقبها إلا الله سبحانه، فلا يلبَثُ المرتد أن يُغَرِّرَ بغيره ويزين لهن الكفر - وخصوصًا الضُّعفاء والبُسطاء منَ النَّاس - وتتكوَّنُ جماعاتٌ مناوِئَةٌ للأُمَّة، تَسْتَبيحُ لنفسها الاستعانةَ بأعداء الأُمَّة عليها.
3- وقوع الأمة في صراعٍات وتمزُّقٍ فكريٍّة واجتماعيٍّة، وقد تتطوَّر إلى صراعٍات دَمَوِيٍّة؛ بل حربٍ أهليَّةٍ، تأكلُ الأخضرَ واليَابِسَ، والتاريخ القديم والحديث خير شاهد على ما نقول.