الحديث أخرجه مسلم في صحيحه / وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه).
- وتفسير هذا الحديث: يعني من أشار إلى أخيه المسلم بحديدة أي (بسلاح كسكين وخنجر وسيف ورمح أو حديدة جارحة، فإن الملائكة تلعنه وتدعوا عليه بالطرد من رحمة الله!!!
- أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) دلالة على خطورة هذا الأمر وفيه مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، وسواء كان هزلاً ولعباً أم لا ، والحكمة من التحريم: لأن ترويع المسلم ظلماً وعدواناً حرام ولا يجوز بكل حال.
- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما. رواه أبو داود وأحمد، وصححه الألباني.
- قال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا أو جادا، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود وأحمد، وحسنه الألباني.
- فهذه الأحاديث تبيّن لنا تحريم ترويع المسلم لأخيه المسلم - وهذا يؤكد لنا عظم حق المسلم على أخيه المسلم - ، وأن المسلم الذي يعيش في المجتمع المسلم لا يتوقع ممن حوله من المسلمين أي أذى أو أي سوء أو أي ترويع أو خوف.
- ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى!! فكونهم كالجسد الواحد فهل يعقل أن يروع الإنسان نفسه؟؟!!
- فلا يحق لمسلم حتى مجرد أن يشير على أخيه بالسلاح أو بحديدة حادة أو بسكين، حتى قالوا إذا طلب مسلم من مسلم أن يعطيه سكيناً أو يناوله سكيناً فعليه أن يعطيها له معكوسة يعني من جهة الإمساك بها ، لا أن يعطيها له من جهتها الحادة حتى لا تؤذيه.
- فترويع الآمنين من الكبائر - لذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند وداعه للجيوش الإسلامية أن يوصيهم بعدم قتل كبار السن والنساء والأطفال أو ترويعهم، وعدم قلع الشجار أو هدم البيوت السكنية وكذلك بيوت العبادة وكل ما يؤدي إلى ترويع السكان.
- حتى من رحمة الإسلام أنه نهى عن ترويع وإفزاع الطير والحيوان: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فانطلق لحاجته فرأينا حمَّرةً معها فرخان فأخذْنا فرخَيها فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: (
من فجع هذه بولدِها ؟
رُدُّوا ولدَها إليها ). ورأى قريةَ نملٍ قد حرقناها، فقال: من حرقَ هذه؟ قلنا: نحن، قال: ( إنه لا ينبغي أن يعذِّبَ بالنارِ إلا ربُّ النارِ) أخرجه مسلم.
- وقد جاء في الثر أن الصحابي زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قد نام أثناء حفر الصحابة للخندق حول المدينة (قبل المعركة) فجاء بعض الصحابة وأخذ سلاحه، (يريدون أن يمازحوه ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ردوا عليه سلاحه.
- وورد في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ لَاعِبًا أَوْ جَادًّا فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ ) سنن الترمذي.
- المصدر :
موقع إسلام ويب