قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا) أخرجه مسلم.
- فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن لنا في هذا الحديث أن هناك صنفان من أهل النار، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يرهما في حياته وهما:
1- الصنف الأول: (قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) وهم أعوان الظلمة الذين يضربون الناس بغير وجه حق ، سواء كان ذلك بأمر الحاكم أو الدولة أم لا .
2- الصنف الثاني (نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة،
لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا)
- ومعنى كاسيات عاريات: يعني لا تلبس اللباس الشرعي ولكنها تكشف شيئاً من جسمها وشعرها إظهاراً لجمالها، وتلبس اللباس الضيق والرقيق والذي يصف ما تحته ، فهي كاسية وعارية بنفس الوقت، وكأنه أراد أن يقول هي كاسية بعض اللباس وعارية لبعض جسمها، أو كاسية للباس وعارية للحياء.
- أما قوله مائلات: فالمائلة: بالمعنى العام كل مائلة عن الصراط المستقيم، بلباسها أو هيئتها أو كلامها أو غير ذلك ، وقيل معنى مائلات أي زائغات عن طاعة الله تعالى، وما يلزمهن من الإحتشام وحفظ الفروج.، وقيل مائلات متبخترات في مشيتهن. وقيل مائلات إلى الرجال.
- وأما قوله والمميلات: اللاتي يملن غيرهن وذلك باستعمالهن لما فيه الفتنة، حتى يميل إليهن من يميل من عباد الله . : وقيل مُمِيلَات يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ مِثْل فِعْلهنَّ , وَقِيلَ : مُمِيلات أَكْتَافهنَّ , وَقِيلَ : مُمِيلات للرجال بِمَا يُبْدِينَ مِنْ زِينَتهنَّ وَغَيْرهَا
-وأما قوله ( رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ) أي يكبرن رُءُوسهنَّ بِالْخُمُرِ وَالْعَمَائِم وَغَيْرهَا مِمَّا يُلَفّ عَلَى الرَّأْس , حَتَّى تُشْبِه أَسْنِمَة الإِبِل الْبُخْت وقيل قد يكون المعنى أنهن ينظرن إِلَى الرِّجَال وَلا يَغْضُضْنَ عَنْهُمْ , وَلا يُنَكِّسْنَ رُءُوسهنَّ .... " شرح النووي على صحيح مسلم .
- والمشطة المائلة : فقد ذكر بعض أهل العلم أنها تدخل في ذلك ، لأن المرأة تميلها ، والسنة خلاف ذلك، ولهذا ينبغي للنساء أن يتجنبن هذه المشطة لاحتمال أن يكن داخلات في الحديث ، والأمر ليس بالسهل حتى تتهاون به المرأة ، فالأحسن والأولى أن يدع الإنسان ما يريبه وما لا يريبه ، والمشطات كثيرة، وفيها غني عن المشط المحرم .
- والأهم خروج المرأة بلباسها الشرعي الذي لا يظهر منه سوى الوجه والكفان ، حتى أن بعض أهل العلم أوجب غطاء الوجه إذا كانت المرأة جميلة وتخشى الفتنة على نفسها وعلى غيرها ، قال الله تعالى : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة النور (31)
- وأن ما نراه اليوم من خروج فتيات المسلمين ونساؤهم بلباس غير شرعي إنما نتج عن ضعف في التربية والتدين الحقيقي الواعي، وضعف الرقابة الأسرية من الأب أو الزوج أو الأخ ، وناتج أيضاً عن ضعف الرقابة الذاتية والخوف من الله تعالى ، كذلك الرقابة المجتمعية ،وكذلك لا نغفل دور وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام ودور الأزياء والموضة ، وكذلك دور الصحبة السيئة للفتاة أو المرأة المسلمة .
- وكذلك ضعف الخطاب الديني ودور المؤسسات العلمية والدينية المتمثلة في المسجد والمدرسة والجامعة .