ما هو تفسير الحديث الشريف (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) وما درجة صحته

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  *الحديث صحيح رواه الصحابي أبو هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
فعن أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً) صحيح البخاري 

- وقد ورد في صيغ أخرى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أَصَابَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ) رواه مسلم.
 
- فإن المرض والشفاء بيد الله تعالى وأن الله تبارك وتعالى ما خلق داءً إلا وخلق له دواءً، إلا السام"،  والسأم هو الموت كما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
 
- وفي هذا الحديث يبين لنا بأن الدين الإسلامي يرغب في تعليم العلوم الطبية وتعليم الطب بكل أشكاله ويحثنا على طلب العلم : لأﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ الأمراض ﻟﻬﺎ ﺃﺩﻭﻳﺔ، فينبغي ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ونجتهد في ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ. 

- كما بيّن لنا هذا الحديث بأن القضاء كله بيد الله تعالى فقد أحاط الله بقدرته بكل شيء علما، وقد جرى بها قلمه تبارك وتعالى ونفذت به مشيئته، وقد يسر للإنسان وسهل لهم الأسباب التي توصلهم إلى ما هو نافع وإلى ما هو ضار.

- والحديث هنا صريح ويبن لنا بأنه لا يوجد هناك أمراض مستعصية ليس لها دواء، فكل مرض له دواء وشفاء يؤثر فيه، ويقضي عليه، ولكن نقول لربما الأطباء لم يكتشفوا بعض الأدوية التي تقضي على بعض الأمراض. فلا يعني عدم اكتشافهم العلاج والدواء أنه لا يوجد دواء لمرض معين مثل (مرض كورونا، أو الإيدز، أو السرطان، أو الزهايمر، أو السل، أو البرص أو الجذام، وغيرها).

- وإن العبد المؤمن السعيد هو من يسر له الله تعالى الأمور ويسره لأيسر العمل - بحيث يجد حلا لكل مشكلة يقع فيها كالمرض وغيره.

- ويلخص لنا هذه الحديث بأن جميع الأمراض الظاهرة والباطنة لها علاج وشفاء بإذن الله تعالى. 
- فلو رجعنا إلى الوراء قبل تطور العلم وخصوصا علوم الطب لوجدنا بأن هناك أمراض كانت  قاتلة ليس لها دواء كالطاعون والسل والحصبة لعدم الارتقاء بالعلوم وإلى عدم معرفة بعض الأدوية فليس كل الأدوية يعلمها كل طبيب ولا يعني الجهل بها في وقت عدم العلم بها في وقت آخر ، أو يجهلها البعض ويعلمها البعض.
- ولنا في ذلك تجارب في بعض الأمراض التي كانت تعد  من الأمراض المستعصية التي لا علاج لا علاج لها، فبعد أن اكتشفت اللقاحات والأدوية الخاصة لها أصبحت من الأمراض العادية التي يسهل علاجها بإذن الله.  فقد أصبح علم الإنسان كبير ووصل إلى درجة عالية من التقدم بالطب .
- وكان في القديم من الزمان يستخدمون الحجامة والكي والعسل للتداوي من الأمراض لما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام: ((ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ: ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺷﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﺍﺀ)) أخرجه البخاري.

- ويمكن للإنسان إذا انقطع رجاؤه من الأدوية الجسدية أن يعتمد كل الاعتماد على الله سبحانه وتعالى وأن يتوكل عليه وان ينكسر وينطرح بين يدي الله تعالى ، وأن يلجأ اإليه بصدق قلبه ، ويكثر من الدعاء والاستغفار والصدقة، والإحسان إلى العباد،  ويفرج عن المهموم المكروب قدر الإستطاع ، فهذا العلاج قد وجد نفعا كبيرا عند بعض الأشخاص الذين توكلوا على الله حق توكله ، ويكون لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم الطب .
- وحري بنا أن نحافظ على أجسادنا وأبداننا لنتنعم بالصحة الجيدة فينبغي المحافظة على :
الأكل الصحي وممارسة الرياضة والإكثار من شرب الماء ، والإبتعاد عن الروائح الكريهة والخبيثة للحفاظ على الرئة بشكل سليم.
- كذلك علينا بالمحافظة على المشي يومياً، فهي رياضة مفيدة في تقوية جهاز المناعة  والأعضاء والأعصاب بشكل عام .