يتم تعريف اضطراب الوسواس القهري الجنسي من خلال التفكير المؤلم و/أو السلوكيات القهرية الجنسية المتكررة التي قد تكون مدمرة للفرد ويخاف عدم القدرة على السيطرة عليها، أو صور عقلية لشخص لها علاقة جنسية ذات الطبيعة المزعجة، هذه الصور قد تكون لأسرهم، أو معارفهم، أو أطفال، أو غيرها (سأقوم بذكرهم). كان في القدم يعتبر الشاذ الجنسي من ضمن هذه الفئة أيضاً، لكن الأنظمة الحديثة لم تشملهم. والجدير بالذكر أن هذه الأفكار المنحرفة ومخاوف الشخص، تتناقض بشدة مع هويتهم الجنسية وقيمهم الدينية وشخصيتهم، وعادة ما تسبقها مشاعر الندم الشديد واليأس. وتتم مشاركتهم بسلوكيات غريبة في محاولة لتقليل أو مواجهة الألم الذي تخلقه أفكارهم الغريبة، وهو مرض يمكن علاجه. ودائماً ما تراودهم أفكار مثل الخوف من فقدان السيطرة والعمل على أفكارهم الجنسية، وتجنب أشخاص معينين، أو توترهم أمام أشخاص معينين. 
 
لم يعرف السبب المباشر وراء هذا المرض النفسي، ولكن بعض الدراسات وجدت اختلافاً في نسب السيروتونين (نواقل عصبية في الدماغ) في هؤلاء المرضى عن ما هو نموذجي في الدماغ، ووجدت الصور المغناطيسية للدماغ بعض الاختلافات أيضاً عن الدماغ البشري الطبيعي، ووجد تثبيط داخل القشرية (المنطقة التي تتحكم بالعواطف)، ووجد أن الآباء المصابين تزيد فرصة إصابة أبنائهم، وأن في حالة التوائم إذا كان أحدهم مصاب، فاحتمال إصابة الآخر تتجاوز ال 40 في المئة، مما يدل على أن السبب قد يكون وراثياً.
 
 أنواع الوسواس القهري الجنسي تشمل الانجذاب إلى الأطفال جنسيا، أو الانجذاب جنسيا إلى أفراد الأسرة المقربين، بما في ذلك أشقائهم، الآباء أو الأقارب الآخرين، الانجذاب جنسيا إلى القطع الأثرية، أو مع الحيوانات بطريقة مسيئة جنسيا أو أي شيء آخر. 
 
بالنسبة للعلاج، إعادة التأهيل السلوكي هو الخط الأول الذي يمكن القيام به من قبل طبيب نفساني مع خبرة في المجال. بالعادة المرضى يرفضوا هذا النوع من العلاج، لأنهم لا يستطيعون التكلم عن أفكارهم، وما يزيد عن 40 في المئة يرفض هذا العلاج، الطريقة الرئيسية المستخدمة في التأهيل السلوكي هي التعرض ورد الفعل، بحيث يتكلم عن أفكاره ويحاول أن يعرضه لها ويقاومها حتى يستطيع التخلص من هذه الأفكار وخوفه المستمر (الطريقة معقدة قليلاً وتختلف من شخص لآخر، الطبيب النفساني مدرب للتعامل مع هؤلاء المرضى بشكل أفضل) ببساطة، يصنف المريض ظروف الوسواس القهري التي يعتبرها ضارة، ومن ثم يتعرض المريض بشكل روتيني لمحفزات هذه الأعراض وبعدها يحاول التخلص من هذه الأفكار، هذا أمر صعب بشكل عام بالنسبة للمريض حيث أن فعالية هذه الأنشطة تنطوي على درجة كبيرة من الألم عليه وهو أمر محزن، يمكن أن يكون استعمال استراتيجيات التأمل والتهدئة مفيدة، ولكن عندما يتحقق بنجاح، فإنه يسهل تعامله مع المرض ويسهل حياته الاجتماعية ويرجع الى الطبيعة البشرية. 
 
بشكل عام، لم يتم العثور على علاج نفسي فعال لوحده لعلاج هذه الحالة، فالآن، إذا لم يستجب المريض للخط الأول من العلاج، يتم استخدام الأدوية، أول دواء يستخدم هو مثبطات السيروتونين مثل (fluoxetine ، sertraline ،citalopram) وهي بالعادة تستعمل كمضادات للاكتئاب بشكل عام، وقد يتم استعمال أي من مضادات الاكتئاب الأخرى أو المهدئات في حال وجود أعراض أخرى للمرض، العلاج الكامل أو شبه الكامل لأعراض الوسواس القهري الجنسي هو أمر نادر الحدوث إذا تم استعمال الدواء فقط، ولذلك العلاج السلوكي هو أمر مهم في الطريق الى العلاج الناجح، لكن يتم إعطاء الأدوية للمساعدة وتسهيل وتسريع العلاج السلوكي والتخفيف من الأعراض. 


  للمزيد من المعلومات عن: 
     

     

     يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه.

المصادر المرجعية: