النمو الوجداني هو قدرة الفرد على تمنية الانفعالات بما تتضمنه من (حب وكره أو حزن وغضب أو قلق أو نفور أو ميل) بشكل يتسق مع المواقف، وإظهار الاستجابات الفسيولوجية المتفقة مع الانفعالات المتمثلة في (ضربات القلب المتسارعة وانقباض العضلات وازدياد ضخ الدم أو زيادة التوتر العضلي) وهذه الاستجابات الفسيولوجية تكون متسقة مع الأفعال من خلال وجود رابط منطقي ما بين الفكر والانفعال؛ حيث يعالج العقل المثيرات التي تستعدي الخوف مثلا ،فيصدر السيلات العصبية للأعضاء الجسدية للاستجابة المناسبة. والنمو الوجداني أحد أهم جوانب النمو لدى الإنسان والذي من دونه يمكن أن يحدُث خللٌ على علمية النمو، وفي المجالات النفسية والاجتماعية والفكرية كافة . وغالبًا ما يرتبط النمو الوجداني بالنمو العاطفي؛ حيث إنه يتم تلبيته وتطويره ضمن الجانب الاجتماعي.
أولاً: تطوير الجانب الوجداني:
حتى يتم تحقيق النمو الوجداني تحقيقا صحيحا، لا بد من تلبية الحاجات الأساسية للشعور بالأمن، وتبدأ هذه المرحلة في الطفولة، وتتطور عبر مراحل النمو المختلفة، وبعد توفير الأمن لا بد من توفير التقبل، وهنا يبدأ الفرد بتنمية المشاعر المختلفة تنمية صحيحة بما تتضمنه من حب وعطف وتقدير واهتمام وكره وغضب واعتراض، وللخبرات الأسرية دور كبير؛ حيث تعد المرحلة الأولى من حياة الإنسان الأساس في بناء النمو الوجداني الصحيح.
ثانيا أهمية النمو الوجداني:
- وجود نمو وجداني سليم سبب في الشعور بالإيجابية في مناحي الحياة كافة خلال الخبرات اليومية التي يتعرض لها الفرد. وفي المقابل لا بد من وجود الانفعالات التي قد تكون حادة كوسيلة دفاعية تقلل من المشاعر السلبية من مثل انفعالات الغضب أو الحزن.
- النمو الوجداني له دور كبير في تهيئة الحالة المزاجية للفرد في مختلف المراحل. حيث إن مجموع الانفعالات عندما تنمو بطريقة مناسبة وصحيحة، تصبح متحكمة في المزاج والذي من خلاله يمكن التحكم بتهيئة الجسم للتفاعل مع الأعمال المختلفة.
- النمو الوجداني سبب في تنمية المهارة والقدرة على التعبير عن النفس، فمن خلال تطوير الانفعلات الصحيحة وفهمها ضمن النمو الوجداني، يكون الفرد أكثر قدرة على التعبير عن نفسه وذاته ومن ثمّ القدرة على التحكم بالنفس.
- النمو الوجداني سبب مهم في التعاطف مع الآخرين وتقديم الدعم والحصول عليه؛ حيث إن هذا النمو يعمل على فهم التفاعلات الاجتماعية ضمن النسق العاطفي؛ مما يعني القدرة على إصدار الأفعال المتسقة من الناحية الاجتماعية الوجدانية.
- النمو الوجداني سبب في التحكم بالسلوكات السلبية وخاصة لدى الأطفال؛ حيث إن هذا التطور سبب في التخلص من البكاء، واكتساب القدرة على الحوار، والتعبير والمناقشة والقدرة على اتخاذ القرار.
ثالثًا: أثر النمو الوجداني في الجوانب المتعددة:
- الجانب النفسي: النمو الوجداني يترك أثرًا إيجابيًا في الناحية النفسية بحيث يكتسب الفرد نتيجة هذا النمو الثقة بالنفس، والقدرة على الشعور بالاعتزاز والفخر ،فهو واعٍ لنفسه وذاته وقادر على التحكم بمشاعره المختلفة
- الجانب الاجتماعي: نتيجة النمو الوجداني، فإن الفرد في الجانب الاجتماعي قادر على التفاعل وتبادل الخبرات مع الأقران في مختلف المراحل، وهو قادر على تقديم الدعم والحب، وإقامة العلاقات المختلفة التي تشعره بالاستقلالية والحرية، وتعطية قدرًا من الشعور بتقدير الذات.
- الجانب الفكري: تحقيق النمو الوجداني سبب في أن يتخلص الشخص من أي تبعية على المستوى الفكري والعاطفي، ويكوِّن شخصية مستقلة يتحكم فيها بمشاعره وأفكاره، وما يصدر عنها من سلوكات.
رابعًا: مظاهر النمو الوجداني:
- التعبير عن الذات والنفس: وهنا يشمل هذا المظهر قدره الفرد على الحديث، وتحديد ما لديه من مشاعر حقيقية، والتعامل معها بطريقة مناسبة، وإظهار الحب أو الغضب.
- القدرة على التخيل وخاصة أحلام اليقظة: وهنا قد تكون أحلام اليقظة الوسيلة التي يمكن من خلالها تجربة الانفعالات المختلفة والتي يكون الفرد فيها قادرًا على تحديد الشعور وفهم معناه وأثره في النفس، ومن ثم تحديد الطريقة المناسبة للتحكم به.