المزاج ليس عضو أو جزء مادي في جسم الإنسان يمكن الإشارة إلى مكانه، بل هو حالة تصيب الإنسان بسبب اختلاف مستويات بعض النواقل العصبية (المركبات الكيميائية الموجودة بشكل طبيعي في جسم الإنسان) والتي تتحكم بالمشاعر التي تستمر لفترات طويلة والتي يطلق عليها كلمة مزاج MOOD .
وتتنوع مسببات تغير المزاج بتنوع المثيرات الخارجية وتسمى هذه العملية بالعملية الكهروعصبية وتنص على أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث لكنّها تنتقل من شكل لآخر أي أنها تنتقل من شكل فيزيائي (بصري حسي .. ) إلى شكل عصبي يسبب تغير في مزاج الإنسان، أي أن المزاج مرتبط بشكل مباشر بالنواقل العصبية في جسم الإنسان وأي تغير في مستوياتها لسبب أو لآخر يؤدي إلى اختلاف مزاج الإنسان، وتتحكم بالإشارات العصبية القادمة من الدماغ والمتجهة إليه بفعل مثيرات في البيئة الخارجية.
أشهر النواقل العصبية وبعض وظائفها :
- الدوبامين : شعور الإنسان بالسعادة وتناسق حركاته.
- السيرتونين : شعور الإنسان بالطمأنينة النفسية والسعادة.
- ادرينالين : تنشيط الجهاز العصبي الودي في حالة الخطر.
- اندروفين : تخفيف الشعور بالألم والجهد النفسي (مسكن طبيعي).
- هرمون الغليسارين : تمنع تحفيز الخلايا العصبية (كبح الوظائف الحسية).
- الميلاتونين : الإحساس بالنعاس ليلاً وتنظيم فعاليات حيوية.
- حمض الغلوتاميك : تحفيز الذاكرة مما يساهم في التعلم.
- أسيتيلكولين : يلعب دوراً في اليقظة والحالة المزاجية.
- أوكسيتوسين : يزيد إفرازه في حالة الشعور بالحب يزيد التعلق عند الأفراد.
وتطول اللائحة، وبالطبع لها العديد من الوظائف الحيوية الأخرى، ويؤدي الارتفاع في مستوياتها أو الانخفاض بشكل متكرر إلى العديد من المضاعفات والمشاكل النفسية والعضوية بسبب اختلال اتزان كمياتها في جسم الإنسان، لهذا نرى الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر والقلق والخوف بشكل متكرر يعانون في المستقبل من بعض الأمراض مثل السكري أو ضغط الدم وغيرها، لأنها جميعها مرتبطة بالحالة النفسية للفرد.
لكن التغيرات الطارئة في المزاج أو الموقفية (اللحظية) التي تزول بزوال المسبب غالباً ما تكون غير مقلقة بل هي استجابة طبيعية من الدماغ لمثيرات خارجية ما، والمثيرات هذه قد تكون عبارة عن:
مواقف ضاغطة، أو حالة من الخوف، أو القلق والتوتر، أو مواقف تسبب السعادة، الوقوع في الحب، التعرض للإهانة، الإحباط وما إلى ذلك، وهي مسببات تغير المزاج.