الكهنوت : هم رجال الدين عند اليهود والنصارى ( الكاهن أو الحبر )
-والكهنوت هو الكاهن، والكاهن هو رجل الدين المسيحي أو اليهودي الذي يقود رعية من منطقة ما ويصلي بهم الصلوات ويغبطهم ويشرف على الذبيحة. ويقوم بتلاوة القِدَاس لتقديس جسد المسيح ودمه والحِل من الخطايا كما جاء في معتقد المسيحية. كما يشرف على الزواج المسيحي والحياة الاجتماعية والزوجية لأبناء الكنيسة.
- وهؤلاء الذين ينأون بأنفسهم عن الدنيا ويتعهدون بحماية الدين وموروثه من الانحرافات والتحريفات البشرية، وضمان إبقاءه حياً في نفوس أتباعه، مما يكسبهم الحصانة الدينية والمجتمعية لدى أفراد المجتمع، فيتحولون مع الزمن إلى كهنة يحملون كافة الصفات الكهنوتية وينصبون أنفسهم كوسطاء بين العبد وربه!
- كذلك هم المختصين بتفسير علوم النصوص المقدسة في الكتب السماوية، ويعزو الكثير من الباحثين في علوم الدين ذلك إلى سببين هما على النحو الآتي:
السبب الأول : النرجسية / التي ملأت نفوس هؤلاء فرأوا أنفسهم بعد تخرجهم من دراسة الكهنوت وبقية العلوم أنهم «علماء» وأن بقية الناس من العوام الجاهلين، والذين لا يفقهون في أمور الدين وفقهه شيئاً ولا يحسنون تدبيرا
السبب الثاني : القدسية والحصانة / وهو ما يحظى به الكهنة والقساوسة من قدسية وتبجيل وحصانة لم يحظى بها الأنبياء والرسل، حتى يكاد يشعر الفرد أنهم مختلفون عن البشر وأنهم منزهون ومعصومون من الخطأ.
- وعمل الكاهن عند الديانة النصرانية : ينحصر عمله على موعظة يسوع على الجبل، وهي التي تحمل أنبل المبادئ والقيم الروحية النابعة من القلب ، والمحافظة والتذكير بالعهد الذي قطعه الله للبشر، وهو من عليه القيام بالذبيحة الإلهية.
- أما بالنسبة للعهد القديم، فالكاهن هو من يقوم بالواجبات والأعمال الطاهرية، والتي يمكن أن ينالها التغيير في أي مجتمع متطور.
- وبالنسبة للكاهن في اليهودية، فالكاهن هو منصب ديني ظهر بعد خروج بني إسرائيل من مصر، هذا ويتم يجب أن يكون رئيس الكهنة ذو نسب ينتهي إلى النبي هارون عليه السلام، حيث أن اليهود يعتقدون أن النبي هارون هو أول كاهن في بني إسرائيل حسب الكتاب المقدس العبري.
- واستناداّ إلى التوراة، فإن الكاهن هو الذي يخبر عن أمور غيبية، ويقوم بإقامة الشعائر والطقوس الدينية على اختلافها، وبدونه لا تصح الشعائر والطقوس من أفراد الشعب.
كما أن الكاهن هو الذي يدعي معرفة الأمور المستقبلية ، ويكون ذلك بتعاونه مع الجن بإلقائهم له خبرا صادقا سمعوه في السماء ويضيفون عليه مئة كذبة كما جاء في الحديث عند البخاري :
(إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ، - وصفه سفيان أي راوي الحديث بكفه فحرفها وبدّد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربّما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء) .
-ونحن أهل السنة والجماعة ( الديانة الإسلامية ) لا نعترف بالكهنة الذين يدعون علم الغيب فالغيب لا يعلمه إلا الله وكل ما يقوم به السحرة والكهان إنما هو تعامل مع الجن وخداع بصري وخفة يد بقصد خداع الشخص في تصديقه لهذه الأمور وأنها من الإسلام .
-فلا يجوز شرعا الذهاب إلى السحرة والعرافين والكهنة ففي الحديث الشريف ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه مسلم
فمجرد سؤاله وعدم تصديقه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة !!!
-والحديث الآخر قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه الأربعة وأبو داود والحاكم .
يعني إذا تم تصديق هؤلاء العرافين والسحرة والكهنة فالنتيجة هي الكفر والخروج من ملة الإسلام .
-فالواجب الحذر من هؤلاء وتبليغ الجهات الرسمية عنهم وتحذير غيرنا من تصديقهم أو التواصل معهم ، فلا يكشف الكربات والبلاء والمشاكل إلا الله تعالى وحده ، ولا بأس في الرقية الشرعية وأن يرقي الإنسان نفسه أفضل .