يكمن الحل في اكتساب الذكاء العاطفي وزيادة القدرة على التعامل مع العقل من خلال الوعي الذاتي، والتنظيم الذاتي وتكوين مفاهيم حقيقة تتسق مع المجتمع، وتكوين دوافع عاطفية جديدة بحيث تتخلص من الأنانية كدافع محرك للمشاعر، وتطوير مهارة التعاطف عن طريق فهم الحاجات ووجهات النظر، وتطوير مهارات التفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى اللجوء للنمذجة ورؤية نماذج التصرف العاطفي الانفعالي، وتنظيم البيئة المحيطة، وإعطاء قيمة ذاتية، والحديث الذاتي، وتحمل المسؤولية، وتقديم التغذية الراجعة للنفس.
الأمر يتطلب منك أولًا وأخير التعامل مع النفس، وتخصيص الوقت الكافي لممارسة هذه الاستراتيجيات، والتحلي بالصبر قدر الإمكان، وتحقيق الاستمرارية، لأنه دون الاستمرارية لن يكون هنالك أي أثر ملاحظ من التغيير.
الوعي الذاتي؛ لا بد حتى تتمكن من فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معها وترك ما لديك من أنانية أن تفهم ما لديك من مشاعر وتسيطر عليها. ووعي الذات هنا يشمل الشعور بالثقة بالنفس والابتعاد عن المقارنة، في المرحلة التي تفهم فيها ما لديك من مشاعر ستتمكن من فهم نقاط القوة والضعف التي قد تكون المحرك للأنانية، وهنا قد تجد مشاعر مثل الغيرة أو السيطرة أو حب الظهور أو المثالية أو اللامبالاة، كل هذه المشاعر في حال توصلت لها وفهمت أسباب وجودها أنت أصبحت في أول الطريق ويمكن أن تبدأ في تغيير ما لديك من أفكار عن هذه المشاعر وستعيها بشكل حقيقي وصادق.
التنظيم الذاتي؛ بعد الوعي بالمشاعر التي لديك لا بد أن تبدأ في فرض ما لديك من سيطرة عليها فتتحكم في ردود أفعالك قدر الإمكان وتقلل من ردود الفعل الأنانية والتي فيها تمركز حول الذات، فكر قبل أن تتصرف بشكل أناني، التفكير وإعمال العقل ضمن تنظيم الذات مهم وضروري جدًا فلولاه لن يكون هنالك معنا للوعي الذي توصلت إليه.
تكوين مفاهيم حقيقية؛ إيجاد مفاهيم حقيقة للمشاعر تتسق مع المجتمع من حولك يساعدك على أن تعطي أهمية لها وتغير في طريقة ظهورها وهذا يعني السيطرة على الأنانية، فعندما تعطي حب التملك مفهوم حقيقي بحيث ترى ما فيه من سلبيات وأثر عليك وعلى من حولك في المحيط ستتمكن من تكوين قوة لتسيطر على النفس وردود الأفعال. وبالتالي على الأنانية وتتخلص منها.
إيجاد دوافع جديدة؛ الوعي بالمشاعر يعني الوعي بالدوافع التي تحركها وهنا لا بد أن تعمل على وضع جدول لكل الدوافع السلبية التي تجعلك مبتعد وغير شاعر بالآخرين وتتصرف بشكل أناني وتضع مقابل كل دافع دافع آخر إيجابي، حاول وقدر الإمكان أن تربط هذه الدوافع بك لتكون داخلية ولا تعتمد على الدوافع الخارجية لأن الدوافع الخارجية بمجرد أنها ذهبت واختفت عادت الأنانية وعاد عدم التعاطف من جديد فمثلا في حال كان الدافع من وراء الأنانية وعدم التعاطف مع الآخرين اللامبالاة يمكن هنا أن تطور دافع يتمثل في (الاهتمام وتقديم الدعم)، ففي كل مرة تكون فيها لا مبالي لأن الأمر غير مهم بالنسبة لك أو الشخص غير مهم أعطى الأهمية واجعل السبب في هذا الأمر أنك تمتلك القدرة والقوة على إحداث تغيير، هذا الفعل سبب في أن تكتسب الشعور بالفخر والاعتزاز وتشعر بأهميتك في الحياة، فمهما مر من وقت بعدها سيبقى هذا الدافع موجود لأنه أصبح داخلي ويعود بأثره عليك، وستجد نفسك فاقد للأنانية.
تحديد الحاجات والرغبات والتعاطف من خلالها؛ حتى تتمكن من تقديم التعاطف والابتعاد عن الأنانية لا بد أن تكون على علم حقيقي بطبيعة الحاجات والرغبات لدى الآخرين، فغياب هذا التحديد يعني غياب السلوك الحقيقي لتفاعل، فمثلا التعاطف مع صديق لك فارقة والده، الحاجة للتعاطف هنا تتضمن تقديم الدعم ليس إلا على الرغم من أن الدعم لن يعيد ولده لكنه سبب في خلق بيئة نفسية آمنة لك وللآخر، حيث إن فقدان هذه المهارة سبب في أن تفقد محيطك الاجتماعي لاحقًا وسبب في نشوء اضطرابات نفسية لك تتمثل في الانعزال والابتعاد عن الأشخاص، وهنا لا بد أن تبتعد عن إصدار الأحكام السريعة حتى تخرج من نطاق الأنانية وتكون قادر على تحديد حقيقي تتفاعل وتتعاطف من خلاله.
تطوير المهارات الاجتماعية؛ في حال كنت شخص انطوائي بطبعك، لا بد من أن تزيد من تفاعلاتك الاجتماعية التي من خلالها يمكن أن تمارس التعاطف وتطور مهارة تتمثل في التعاون والمشاركة والمبادرة والتي هي بعيدة كل البعد عن الأنانية، مع الوقت تطغى هذه المهارات بما فيها من مفاهيم على الأنانية وما فيها من سلوكيات فتجد نفسك تتعاطف مع الآخرين وتشعر بهم وتقيم وبشكل عقلي مقارنة سريعة فترى أثر التفاعل الاجتماعي ظاهر بشكل إيجابي.
النمذجة؛ حاول وقدر الإمكان أن تخضع لخبرات جديدة تحوي التعاطف، وانظر لطبيعة السلوك وحلله وانظر لما فيه من جزئيات غائبة عن بنيتك المعرفية، وحاول أن تكتسبها عن طريق لعب الأدوار والحديث الذاتي، هنا يمكن أن تبدأ في ممارسة التعاطف مع الآخرين ذاتيًا لترى كيف تسير الأمور فتتعامل مع عقلك وتسمع نفسك جيدًا، هذه الطريقة مهمة في إحداث التغيير وفقدان الأنانية، فأنت تقوم عنا بتحقيق التعاطف العاطفي عن طريق النبوءة المحققة لذاتها.
تنظيم البيئة المحيطة؛ في حال كنت ضمن بيئة سلبية وناقدة وفيها الكثير من الخبرات السلبية التي كونت لديك هذه الأنانية ابدأ في تنظيمها وتخلى عن كل السلوكيات والأفكار التي تجعلك أناني، ابدأ في خلق هذه البيئة في غرفتك الخاصة أولًا ومن ثم توسع في المساحة، هنا وحتى تتمكن من البدء مارس الامتنان لأبسط الأمور حولك، تعاطف مع النبتة التي تنمو وقم بسقايتها، تعاطف مع نفسك ونظم أدواتك أحب نفسك حتى تتمكن من إظهار التعاطف وحتى تتمكن من التخلص من الأنانية.
أعط قيمة ذاتية؛ طور ما لديك من منظومة أخلاقية واربط التعاطف والأنانية فيها هذه الطريقة مهمة جدًا ومن خلالها ستجد نفسك تعطي قيمة ذاتية لما تقوم به من فعل أو فكر أناني أو تعاطفي.
تحمل المسؤولية؛ تطوير مهارة تحمل المسؤولية وإعطاء نفسك دور خلال التفاعلات الاجتماعية سبب في أن تتخلى عن الأنانية وتظهر التفاعلات العاطفية الانفعالية بطريقة سليمة وصحيحة، انظر لدورك الحقيقي وحاول أن تفهمه جيدًا لتتمكن من تحمل ما فيه من مسؤولية، مع الأهل والأصدقاء ومحيط العمل.
قدم التغذية الراجعة للنفس؛ في كل مرة تتصرف بتصرف معين لا تجعل الأمر يمر مرور الكرام فكر بتصرفاتك وقدم لنفسك تقييم تستطيع من خلاله تحديد مواضع الخلل، وبعد تحديد مواضع الخلل قدم لنفسك الحلول وجربها بطرق مختلفة حتى تحقق الإنجاز المتمثل في التعاطف مع الآخرين والتخلص من الأنانية.