أتفهم حيرتك جيداً، فبر الوالدين يكون صعباً في بعض الأحيان، خصوصاً إذا اختلفت رغباتنا وقراراتنا مع ما يريدونه لنا.
ولكني هنا سأحاول مساعدتك ببعض الخطوات والنصائح، التي بإمكانك الاستفادة منها لتحافظ على بر الوالدين.
لكن في البداية، تذكر أن بر الوالدين يحتاج منا مجاهدة للنفس، والمجاهدة تتضمن أن يكون الأمر صعباً أحياناً، ولكن دع هدفك رضا الله والالتزام بما أمر به.
قال الله تعالى في سورة سورة لقمان " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" الآية 15. وصاحبهما في الدني معروفا، تعود على الوالدين طبعاً، ومعناها: أي صاحب والديك في الدنيا بإطاعتهما فيما لا يغضب الله وبما لا يعود عليك بالضرر.
وتحت مفهوم المصاحبة هنا سأخبرك ببعض النصائح علها تفيدك:
أولاً: في الوقت الذي تشعر بأن حواراً بينك وبين والديك سيؤدي بك إلى رفع صوتك أو الغضب، حاول أن تأخذ وقتاً لتهدأ ثم تحدث معهم بروية، وحاول نقل وجهة نظرك لهم بالسياسة والمداراة.
فأهلنا بالنهاية يريدون لنا ما هو أفضل لنا، وكل ما يطلبوه منها لمصلحتنا من وجهة نظرهم، وعليك أن تضع هذه النقطة في ناظرك عند حدوث ما قد يؤدي بك إلى رفع صوتك، واعتقد أنه بهذه الحال ستهدأ.
ثانياً: عليك دائماً أن تستحضر أمر الله بالإحسان للوالدين، وأنه أمر أرفقه الله عز وجل بالإيمان به، وهنا ستختلف أولوياتك وتحاول أن تكون أكثر سكينة عند محادثة والديك.
ثالثاً: حاول النظر في تفسير الآيات التي تتحدث عن بر الوالدين، وفهم معنى البر تماماً حتى لا تشعر بالذنب دائماً عند مخالفتك لأمر والديك مثلاً أو عند اختلافك معهم.
ولا تنسى أن تظهر لهم محبتك وبرك بين الحين والآخر، بإحضار الهدايا لهم مثلاً، أو تحقيق أمر يجلب لهم السعادة.