إن كنتَ تقصد روح الوطنية والحماس والشغف الكبيرين تجاه الأرض فالشعب الفلسطيني وُلدَ وتربَّى على هذه الروح ولا زالت حاضرة ومغروسة بداخله إلى الأبد وأقرب مثال على ذلك هو مسيرات العودة الكُبرى التي تتم على تخوم وحدود قطاع غزة كل جمعة ونرى الشباب الثائر كيف يقص ويقطع السلك الزائل بأظافر يديه، كما ونرى الشباب الثائر في الضفة الغربية والقدس المحتلتين كيف يدوس جنود الاحتلال برجلِه وأقرب شاهد على ذلك مؤخراً الشهيد عمر أبو ليلى ومن قبله أحمد جرار وعاصم البرغوثي ونشأت ملحم وكوكبة من الشباب الثائرين.
نحنُ نعلم أنه في الوقت الحالي يعيش الفلسطينيون لحظات حاسمة في حياتهِم وخصوصاً ومع قُرب تطبيق ما تُسمى "صفقة القرن" ولكن هذا يتطلب في البداية رص الصفوف وإنهاء الانقسام وتوحيد الضفة الغربية مع قطاع غزة، كما أنه لا بد من إحداث ثورة وتجديد كبير على مستوى القيادات وتغيير المسارات التي تتجه بها القيادة تحت سقف ما يُسمى "المفاوضات" فلم يتبقَ مفاوضات والاحتلال ابتلع أكثر من ثلثي أراضي الضفة الغربية.