ما هو الثمن في قوله تعالى( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) وما هي شروط الثمن في القرآن الكريم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى: (وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ*وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) سورة يوسف الآيات 19/20

-يقول ابن مسعود رضي الله عنه أنهم باعوا سيدنا يوسف بعشرين درهماً، وقال عكرمة: أربعون درهماً، وقال الضحاك في قوله: {وكانوا فيه من الزاهدين} ذلك أنهم لم يعلموا بنبوته ومنزلته عند اللّه عزَّ وجلَّ.

-وأن أهل القافلة قد شروه بثمن بخس أي دون أن يعلموا قدره. ليس القليل لأنه قد يكون كثيراً لكن دون قيمته الحقيقية.

-وهنا كلمة وشروه تعود على السيارة الذين التقطوه من البئر ثم باعوه بثمن بخس أي بدراهم معدودة وقليلة.

-وذكر بعض المفسرين أنها اثنى عشر درهم وفي بعض الأقاويل أنها تتراوح ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين درهماً وهنا تعود كلمة كانوا على إخوته (فيه من الزاهدين) أي إخوة يوسف عليه السلام.

-ومعنى البخس: عدم قدر الشيء وقيمته ومن المحتمل أن الثمن البخس هو دراهم معدودة يمكن أن تكون عشرة دراهم أو عشرين أو ثلاثين درهماً معدودة لكن قدره كان أعلى من ذلك. ولو ذكر في القرآن الكريم وقيل بأنهم شروه بثمن قليل فقد يكون هو قدره هكذا ثمنه قليل. لكن كلمة بخس تعني أنه لا يناسب قدره هذا المبلغ.

-وهناك قول آخر بتفسير قوله تعالى "وشروه بثمن بخس" أي شروه بظلم.

-فعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال شروه بثمن بخس أي: لم يحلّ لهم أن يأكلوا ثمنَه.
-وقد ذكر أيضا بعض الفقهاء بأن معنى البخس هنا: هو الظلم.

-فقالوا البخس: هو الظلم. فكان بيع يوسف عليه السلام وثمنه حرامًا عليهم.

وقد حذر الدين الإسلامي من البخس لأن فيه نوعاً من أنواع الظلم لصاحبه فقد تشتري شيئاً يبيعه لك أحدهم بألف دينار ثم يقال هذا ثمن بخس لأنه يستحق مثلاً ثلاث الآلاف دينار

-فعند البعض تجد أن الألف ليست قليلة ولكن لم يعطه قدره وحقه فيه وأحس بأنه بخس أي دون قدره.

-فسيدنا يوسف عليه السلام كان له قيمة كبيرة جدا لكنهم باعوه بأقل من قيمته الحقيقية أياً كانت وكانوا فيه من الزاهدين: هم يقولون طفل صغير يأكل ويشرب ولا ينفعنا.

أما المفسر ابن كثير فقد فسر هذه الآية الكريمة فقال
، يقول الله تعالى: وباعه إخوته بثمن بخس، وكما قال مجاهد وعكرمة: أن البخس هو النقص، أي ان اخوته باعوه بثمن قليل جدا، ومع ذلك لم يكن لهم رغبة فيه فقد كانوا فيه من الزاهدين، ولو سألوهم بلا شيء وبدون مقابل لأعطوهم.

-ومن أهل العلم من قال إن الضمير في قوله (وشروه) أنه عائد على إخوة سيدنا يوسف، ومنهم من قال كقتادة وغيره: أنه عائد على السيارة، ولكن الرأي الأصح والأقوى هو الرأي الأول أنه عائد على إخوة يوسف عليه السلام. لقوله تعالى (وكانوا فيه من الزاهدين) فهي عائدة على إخوته كما ذكرنا، لأن السيارة قد استبشروا به وأسروه بضاعة، ولو كانوا فيه من الزاهدين لما اشتروه، فنرجح من هذا أن الضمير في قوله (شروه) هو عائد على إخوته. 

-ويقول عبيد بن سليمان: سمعت الضحاك، في قوله: وجاءت سيارة فنـزلت على الجب، فأَرسلُوا وارِدهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف، فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاما لا يعلمون علمه ولا منـزلته من ربه، فزهدوا فيه، فباعوه وكان بيعه حراما، وباعوه بدراهم معدودة، (وكانوا فيه من الزاهدين) قال إخوته زهدوا فيه 

 
-ومن شروط البيع وقبض الثمن في الدين الإسلامي:

أولاً: أن يكون هناك رضى بين البائع والمشتري.
ثانياً: أن يبلغ البائع والمشتري سن الرشد.
ثالثا: أن يكون المبيع ملكا للبائع أو مأذوناً له بالتصرف فيه. 
رابعا: القدرة على تسليم المبيع.