التنافر المعرفي أو التشويه المعرفي هو مصطلح يُشير إلى الأفكار البعيدة كل البعد عن العقل، والمبالغ بها بشكل كبير، ومن المتوقع أنّها تسبب اضطرابات نفسية (مثل القلق والاكتئاب).
وكما يُعتبر حالة اضطراب انتقالية تجعل الفرد تحت ضغط نفسي، وجهد عقلي كبير؛ بسبب الفرق الكبير بين توقعاته وما يراه في عقله، وبين ما يحدث في الواقع، أو المواجهة التي تحدث في داخله بين معتقداته القديمة، والمعلومات الجديدة المناقضة لها عند تلقيها.
ويعتبر التنافر المعرفي أو التشويه المعرفي محاولة من الفرد الحفاظ على معتقداته الداخلية، والأفكار التي استوعبها، وذلك لأن الفرد بحاجة للتوازن والاتساق بين معتقداته، وسلوكه، ومواقفه، وعند وجود دخيل أو تناقض عليها يشعُر الفرد بعدم الارتياح ويدخل في صراع كبير مع نفسه لرفضه هذا التناقض أو الأفكار الجديدة.
وقد يلجأ الفرد لفعل أي شيء لتقليل الاستياء والإزعاج الناتج من هذا التناقض، حتى يصل به الأمر لخداع نفسه وذاته، وقد يقبل الكذب ويصدقه، بل ويعتبره حقيقة إذا ما كان سوف يشعره بالراحة؛ يتم ذلك من خلال خداع النفس، وتلاعب الفرد بأفكاره ومعتقداته، حتى تصبح متناسقة مع ما يحدث في الواقع.
ويتأثر التنافر المعرفي أو التشويه المعرفي بناءً على قيمة الاعتقاد الذي يؤمن به الفرد عنده؛ فكلما ازدادت قيمته كلما صار من الأصعب على الفرد تقبل أي تدخلات خارجية أو تناقضات لها، ويعتمد أيضًا على طبيعة الفرد؛ فلو كان شخصًا مرنًا ويتقبل الاختلافات، لن يعاني من التنافر المعرفي أو التشويه المعرفي بشكل كبير، وسوف يتقبل وجود تناقضات أو تدخلات خارجية عليها بصورة أفضل.
ويوجد حلّان للتقليل من حدوث التنافر المعرفي أو التشويه المعرفي، وهما:
- إعادة تقييم المعتقد والسلوك الموجود عند الفرد.
- إعادة تقييم المعتقد الأساسي والمعتقد الدخيل، والمقارنة بينهما.
ويُعتبر التنافر المعرفي أو التشويه المعرفي شيء جيد للفرد؛ لأنه يساعده على التغيير، واكتساب مهارات ومعارف جديدة.