ما هو التحليل السايكولوجي وراء ما يعرف بجريمة الشرف

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
١١ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
التحليل السيكولوجي يتطلب التعرف طبيعة الشخصية والعواطف والسلوك والادراك والعلاقات بين الأشخاص.

ومن هنا جريمة الشرف من ناحية سيكولوجية تقوم على:

أولًا: العوامل التي تسبب التشجيع التدريجي لقاتل الشرف؛

وهنا من ناحية نفسية لدينا عدة عوامل وأهمها:

الغيرة؛

الغيرة أمر متواجد لدى الجميع لكن الغيرة المرتبطة بالدور (الغيرة الحميّة) والتي تصدر ويكون الهدف منها الحفاظ على الكرامة والعفة للعائلة والأسرة سبب في تطير توجه متقبل اتجاه جريمة الشرف.

وبالتالي تظهر الغيرة هنا بطريقة غاضبة جدًا ضمن دوافع وعمليات عقلية تم اكتسابها من المجتمع وعملية التنشئة مسبقًا.

وهنا قد يقوم بهذه الجريمة الأم أو الأب أو الأخوة وفي بعض الحالات الأخوات الإناث.

غياب التوعية من قبل المجتمع والمؤسسات التعليمية سبب في تأصل المفاهيم والدوافع وراء الغيرة المكروهة هنا وظهورها بطريقة بشعة على شكل جريمة شرف.

الهوية الشخصية؛

يكتسب الفرد الهوية والكيان الشخصي ضمن المجتمع، وغالبًا ما ترتبط الهوية بعوامل عدة وأهمها الأسرة والتاريخ العائلي.

 وفي حال وجود أي سلوك لا أخلاقي وفيه نوع من المساس بالشرف من قبل الأنثى تحديدًا، يشعر الفرد بالتهديد لهويته الخاصة والعامة.

الحفاظ على الهوية من الضياع والاهتزاز يتم بطرق عدة منها اللجوء لجريمة الشرف.

ولأن الهوية تكتسب ضمن المجتمع والجماعة، فهذه الجريمة موجهة للأنثى ضمن العرف الاجتماعي بينما الرجل مصرح له بفعل أي شيء، حيث لا يؤثر فعل الأخ على الهوية لكن فعل الأخت الأنثى يؤثر.

وهنا ارتبط مفهوم الشرف بالجنس وبالنساء تحديدًا وبالثقافة الذكورية السلطوية، فالحديث عن الشرف يعني الحديث عن الزوجة أو الأم أو الأخت.

 وضمن طبيعة الحياة والمفاهيم فالجماعة العامة والأقارب المقربين جميعا لهم نفس المسؤولية بتحقيق المصير (إقامة جريمة الشرف).

ونجد هذا الأمر ظاهر كثيرًا ضمن العوائل التي تعيش تحت النظام القبلي أو العشائري، حيث سلوك الفرد يؤثر على الجماعة.

وضمن الهوية الشخصية نتحدث عن الذهنية الذكورية والتي تتمثل في:

- أن الرجل له السلطة وجميع الأفعال تخضع لهذه السلطة وهو له مشروعية موروثة في إصدار الأفعال مهما كانت لضبط المحيط وخاصة النساء.

- والرجولة هنا لها رمزية قيمية متنزهة عن الرذائل ولو بشكل ظاهري مما يجعل المرأة معرضة للعنف بكاف أشكاله.

- ووجود الدفاع والتأكد من المجتمع اتجاه هذه الذهنية يجعل جرائم الشرف مؤيدة ومقبولة مما يعزز لدى الفرد الأفكار والسلوكيات العنيفة التي تؤيد وتظهر جريمة الشرف.

الاضطرابات النفسية؛

بعض السمات الشخصية المتمثلة في؛ السادية أو الشك أو وجود خبرات سابقة والرغبة في الانتقام سبب في زيادة ظهور جريمة الشرف.

وهنا وفي حال وجود اضطراب ما يكون الفرد خلال الجريمة يشعر بالمتعة العاطفية والجسدية من خلال إحداث الأذى للآخرين. المؤدي إلى الموت في بعض الحالات (جريمة الشرف).

ومن أهم الأمور التي تزيد من وجود الجريمة ضمن الإضرابات النفسية:

- وجود أفكار مناهضة للمرأة.

- الغرق في التفاصيل التي تثير الشك اللا عقلاني ولا منطقي.

- السلبية والتواجد في محيط سلبي.

- وجود توقعات مخالفة للواقع.

ثانيًا: العلاقة بين مشاعر الشرف والعار.

وهنا يظهر وبشكل جلي ما لدى الشخص من مفهوم (أفكار) وثقافة مجتمعية وأهم ما يعزز وجود الجريمة هنا:

- شعور الشخص بعدم الثقة وتدني احترام وتقدير الذات في حال وجود سلوكيات تمس الشرف.

- حديث الناس من أهم الأسباب لزيادة الشعور بالعار وإثارة المشاعر الانفعالية النفسية لارتكاب جريمة الشرف للتخلص من الشعور السلبي.

ثالثًا: العواقب المترتبة على جريمة الشرف.

دائمًا ما يرتبط السلوك بما يترتب عليه من عواقب وبالنسبة لجريمة الشرف فإن القانون يجعل من مرتكب الجريمة معرض للعواقب المخففة حيث أنه تحت تأثير المشاعر الانفعالية.

هذا التعامل القانوني سبب في أن يتم تعزيز السلوك العنيف المتمثل في القتل.

ومن ناحية أخرى التقبل المجتمعي والفخر بمن قام بالسلوك سبب في جعل سلوك جريمة الشرف أمر مطلوب ومتقبل لإعادة الاعتبار للنفس والذات وللأسرة والمجموعة.