ببساطة، عندما تستهلك مادة بالعادة ما تكون مخدرات أو بعض الأدوية بشكل متكرر لدرجة أن الجسم لم يعد قادرا على العمل بشكل جيد أو كامل بدونها، وإذا لم يأخذ الجسم حاجته من هذه المواد، سيعاني المريض من أعراض جسدية ظاهرة عليه، وكلما زاد استخدامه، سيحدث المزيد من الآثار الجانبية عند تركه وزيادة أعراض الانسحاب. وبمجرد أخذ المخدر أو المادة، تخف أعراض الانسحاب وتتلاشى تدريجياً. وهذا الأمر يحدث بسبب أن المستقبلات المنافية لتأثير المخدر على الدماغ تزيد عن الحاجة فيصبح تأثيرها المقابل لتأثير المخدر قوياً جداَ لدرجة أنه يصنع تأثيراً معاكساً للمادة المخدرة.
وستلاحظ مع الوقت أنك لا تزال تزيد من جرعة المخدر ولكن تأثيرها سيتلاشى بطريقة أسرع وستحتاج الى جرعات أعلى للحفاظ على تأثير هذه المواد. وذلك بسبب مقاومة جسمك لتأثيرها، واستنادا إلى متغيرات مختلفة، يمكن أن تختلف الدرجة والسرعة لتصل الى هذه المرحلة حسب المركب، فهنالك مركبات قد تدمن عليها من الاستخدام الأول مثل الهيروين، وهنالك مركبات تحتاج الى أكثر من استخدام واحد لتصبح مدمناً، وتختلف أيضاً حسب جيناتك، فإذا كان أبوك أو أحد أخوتك مدمنين على مواد معينة، تزيد من احتمالية ادمانك على هذه المركبات في حال تعاطيها بنفس الطريقة.
أكثر ما يميز الإدمان الجسدي هي العلامات الجسدية للانسحاب من الإدمان، إن إساءة استخدام المخدرات مسألة خطيرة طبياً ولا يمكن إهمالها أبدا، ستظهر بعض الأعراض حسب المادة المدمن عليها في كل من العلامات السريرية والنفسية، تنشأ هذه الآثار بسبب (كما قلنا بالسابق) زيادة التأثير المقاوم لهذه المواد من قبل الجسم وخصوصاً الدماغ، وهذه الأعراض قد تشمل أي من عدم الوعي، فقدان الذاكرة، تقلبات المزاج، الاكتئاب (خصوصاً في الأدوية المنشطة)التهيج، الصداع، هزات متكررة في الساق، النوبات، الغثيان والقيء، الارتباك، ضيق في التنفس، جفاف، آلام الجسم آلام، تغييرات في معدل النبض وضغط الدم. يتم الاعتماد على خصائص الانسحاب لمعرفة العلاج المناسب لهذه الأعراض، ويتم تمييز المادة المستخدمة كذلك، وقد يتم استخدام التحاليل المخبرية لمعرفة السبب إذا لم يعرف من الأعراض بشكل مباشر.
من أهم المواد التي من الممكن أن يدمن عليها الشخص، هي: جميع المواد الأفيونية مثل المورفين والكوديين والأوكسيكودون وغيرها من المواد الأخرى من نفس الفئة، ولكن ل يحدث ادمان في المنبهات لمستقبلاتها مثل سالفينورين، ولا مضادات الأفيونيات أو النالتريكسون. جميع منبهات GABA (بما في ذلك: الكحول، الباربيتورات التي تستعمل بالمستشفيات مثل الفينوباربيتال، البنزوديازيبينات أيضاً مثل الديازيبام (أو اسمه المشهور فاليوم)، لورازيبام، نونبنزوديازيبين "المنومات" مثل زوبيكلون، حمض غاما هيدروكسي بوتيريك، باكلوفين، كلورال هيدرات، غلوتيثيميد)، التدخين أيضاً (النيكوتين)، وأيضاً قد تشمل الأدوية التي تعالج الأمراض النفسية (مثل: الأدوية المضادة للصرع مثل فالبروات، لاموتريجين، كاربامازيبين وغيرها، مضادات الذهان مثل كلوزابين، ريسبيريدون، أولانزابين، بعض من مضادات الاكتئاب التي تؤخذ بوصفة عادة مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) وغيرها، أدوية ضغط الدم مثل مضادات بيتا، المنشطات الذكورية والهرمونية، وأخيراً وأشهرها وهي السكريات.
هنالك الكثير من الأدوية الأخرى ليست مكتوبة هنا أيضاً قد تسبب إدماناً، ولكن هذه اللائحة لأهم هذه المواد وأشهرها، بعض الدراسات أثبتت بأن الماريجوانا لا تأدي الى إدمان والى أعراض انسحاب بمثل المخدرات الأخرى، ولذلك تجد الكثير من البلدان يسمح بتداولها لمن هم فوق السن القانونية بشكل شرعي وبدون عواقب قانونية، لكن باعتقادي، سيحدث اعتماد نفسي على هذه المواد حتى لو لم تحدث أعراض جسمية على المريض، فهنالك نوعين من الادمان ولذلك يجب الحذر في حال استخدامها.
للمزيد من المعلومات عن:
يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه.
المصادر المرجعية: