ورد في اسم ابن لقمان ثلاثة أقوال :
1.قيل اسمه : ثاران .
2.وقيل اسمه : مشكم .
3.وقيل اسمه: أنعم .
وكلها مأخوذة من كتب أهل الكتاب وكلامهم فهي من الإسرائيليات التي لا نعلم صحتها من كذبها.
أما ماذا نعرف عن سيرته : فإن كان قصدك عن سيرة ابنه فلا نعلم عنها شيئاً ،وإنما كل ما روي في هذا الباب أنه مات في حياه أبيه ، بل قالوا أن لقمان تزوج وولد له اولاد فماتكل أولاده في حياته.
وروى ابن كثير في البداية والنهاية عن " حفص بن عمر، قال: وضع لقمان جرابا من خردل إلى جانبه، وجعل يعظ ابنه وعظة ويخرج خردلة، حتى نفد الخردل، فقال: يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تفطر، قال: فتفطر ابنه".
وكذلك "زوجة لقمان" لا يعرف عنها شيء وليس لها ذكر في التاريخ.
أما لقمان الحكيم نفسه فقد روي في قصته وسيرته بعض الأخبار التي هي كلها مأخوذة من أهل الكتاب فلا يعلم حقيقة صحتها ، وإنما هي أخبار تروى لا نعلم صحتها .
على أن جمهور العلماء يقولون أن لقمان كان رجلاً صالحاً عابداً عالماً حكيماً ظهرت حكمته وعبادته وعلمه من خلال نصحيته التي نصحها لابنه حتى خلد الله ذكره في سورة تتلى إلى يوم الدين .
ويذهب هؤلاء الجمهور إلى أنه لم يكن نبياً ، لإنه لو كان نبياً لأشار الله إلى ذلك في كتابه .
ولم يخالف في ذلك إلا عكرمة تلميذ ابن عباس حيث ذهب إلى أنه كان نبياً .
أما أصل لقمان فجمهور علماء أنه كان نوبياً من السودان وكان أسوداً أفطساً ،ويقولون أنه كان في أصله عبداً وكان راعي غنم آتاه الله الحكمة فكان يغشى مجامع الناس فيعظهم وكان رائق العبارة جميل الموعظة، فعظم قدره في زمانه.
وقيل أن الله ابتلاه في أهله وولده فماتوا في حياته فصبر على ذلك ولم يجزع .
وقيل أن الله خيره بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة خوفاً من أن يضعف عن القيام بأعبا النبوة!
روى ابن كثير في البداية والنهاية:
" قال الأوزاعي: حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد: لا تحزن من أجل أنك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان: بلال ومهجع مولى عمر ولقمان الحكيم. كان أسود نوبيا ذا مشافر.
وورى ابن كثير أيضاً :
" قال عمر بن قيس: كان عبدا أسود، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، فأتاه رجل وهو في مجلس أناس يحدثهم فقال له: ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم. قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني".