أخرج الإمام الترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ)، وعلى الرغم من أن بعض علماء الحديث حكموا على هذه الرواية بالضعف إلا أنه يؤخذ به، لأنه يعد من فضائل الأعمال، فيجوز العمل فيها بالحديث الضعيف.
وتعد أيام العشر من ذي الحجة من أفضل أيام الدنيا وأشرفها وأعظمها، فقد أقسم الله تعالى بهذه الأيام والليالي في القرآن الكريم، فقال تعالى في: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ) سورة الفجر(1-2).
ولا يوجد دعاء مخصّص ومحدّد لتلك الأيام العظيمة، فيُستحبّ الإكثار من الأعمال الصالحة كالذكر والصوم وقراءة القرآن الكريم وغيرها من الأعمال والعبادات.
وعن نفسي أكثر دعاء أردده في تلك الأيام الفضيلة هو دعاء: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو على كل شيء"؛ لما لهذا الدعاء من فضل وعظمة، لأنه يؤكّد لنا بأن لا معبود بحقٍّ إلا الله تعالى.
فلو دعا المسلم بأي دعاءٍ شاء وألحّ في دعائه إلى الله -تعالى- وكان صادقاً ومخلصاً؛ فليبشر بالخير من ربّ العباد، فإن الله -سبحانه- يستحي من عبده أن يردّ دعاءه، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا).
وينبغي على المسلم أن لا يغفل عن تلك الأيام، فهي أيام معدودات، وهي من أعظم أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أفضل منه في الأيام الأخرى، كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ). رواه البخاري
254 مشاهدة
