ما هو أفضل دعاء لتجنب الإصابة بكورونا؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ليس هناك دعاء خاص للوقاية من كورونا ، وإنما هذا المرض والوباء هو ابتلاء ووباء شأنه شأنه سائر الأوبئة ، والطريق لتحصين المسلم نفسه منه بطريقين : 

الأول : مادي حسي ، وذلك باتخاذ الأسباب التي تجنب الشخص أسباب المرض ، كتجنب الاختلاط غير المحسوب بالناس ، وارتداء الكمامة حيث وجدت حاجة ، وتغسيل اليدين ، وغير تلك من أسباب الوقاية.

الثاني : شرعي معنوي ، وهو أهم وأكثر الناس في غفلة عنه  ، ومن جملة هذه الأسباب الشرعية : 
1. الابتعاد عن الذنوب والمعاصي والتوبة والاستغفار إلى الله تعالى ، لريفع هذا البلاء والوباء .

قال تعالى ( ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ( الروم ، 41)

وقال تعالى ( وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍۢ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍۢ ) ( الشورى ، 31)

وفي الأثر : ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة .

2. المحافظة على الأدعية والرقية الشرعية : بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء ،ومن هذه الأدعية : 

( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) .

فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ) .

ومنها دعاء النبي عليه الصلاة والسلام للوقاية من الأمراض  ( اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ البرصِ والجنونِ والجذامِ ومن سيِّئِ الأسقامِ ) رواه أبو داود في سننه من حديث انس بن مالك .

ومنها ( أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق ) .
فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ  مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ، قَالَ : ( أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرَّكَ ) .

ومنها ما رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قَال : كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ) .

فمثل هذه الأدعية ونحوها هي الوارد المأثور أما ما يتداوله الناس من دعاء للتحصين من الكورونا فهو باطل مخترع لا أصل له ولا يجوز التعبد به .

3. ومن الأمور التي تدفع البلاء الصدقة : فقد روي في الحديث ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، والحديث حسنه بعض المعاصرين .

ثم أخيرا علينا أن نعلم انه رغم الأخذ بتلك الأسباب قد يكون قضاء الله لعبده أن يصاب بهذا المرض أو حتى يموت فيه ، فخيار الصحابة رضي الله عنهم وهم الدرجة العليا في الإيمان والتوكل على الله والأخذ بالأسباب الشرعية أصيبوا بالطاعون وماتوا فيه كمعاذ بن جبل وأبي عبيدة وغيرهما وكان هذا رحمة بهم ورفعة لدرجاتهم .

ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ .

لذا الواجب على المسلم أن يأخذ بالأسباب المادية والشرعية ويوكل أمره إلى الله ويرضى بقضاء الله وقدره .

والله أعلم