ما هو أغرب مرض نفسي قرأت عنه؟

 مرض (بيكا) أو شهوة الغرائب، ومعناه أن الشخص يأكل أي شيء أمامه، سواء كانت قابلة للأكل أم لا، وقد تكون مادة ليست لها أي قيمة غذائية، أو قد يأكل مواد خطرة قد تؤذيه، مثل برادة الحديد، أو نشارة الخشب، أو الطوب، أو الحصى، أو الطين، أو الرمل أو الصمغ أو الطباشير أو الصابون، أو أزرار ملابسه ، فهو قادر على تناول أي شيء يمكنك تخيله.

وهذا ليس مرض نادر، بل هو شائع، فـ10% الى 30% من الأطفال الذين عمرهم أكثر من سنة وأقل من ست سنوات، يصابون بهذا الاضطراب، أي أنهم يمثلون حوالي ثلث الأطفال حول العالم، أيضا الحوامل أحيانا يصابون بهذا الاضطراب، وبعض الذين يصابون بإعاقات ذهنية معينة يزيد لديهم احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب أكثر من غيرهم، وكذلك الأشخاص الذين عندهم مشاكل نفسية أخرى مثل الشيزوفرينيا أو التوحد أو الوسواس القهري.

إلى الآن لم يتمكن الأطباء والعلماء والاختصاصيين معرفة سبب الإصابة بهذا المرض، إلا أنهم ربطوا الاصابة بهذا الاضطراب بنقص في بعض العناصر الغذائية في الجسم، كالحديد والزنك، وهذا ما يفسر إصابة الحوامل باضطراب بيكا .أيضا وجد أن الأنيميا (مرض فقر الدم) تكون مرتبطة بالبيكا، كنقص الحديد.

ويكون الأمر ذو خطورة عالية عند ارتباط البيكا بالاضطرابات النفسية، لأن الشخص يأكل المواد الغريبة الخطرة، ويكون مستمتعا ومتلذذا بها، كأن يأكل الحصى و يشعر بالاستمتاع أثناء تناولها. فيعجبه قوامها وطعمها وهو ما يسبب له مشاكل كبيرة جدا، لأنه سيستمر في البحث عنها وأكلها وستؤذيه بلا شك. 

أولا ستتأثر أسنانه وتتأذى أذى كبير جدا، أيضا سيصاب بألم واضطرابات في المعدة، وقد يتسبب له بالدم في البراز نتيجة حدوث قرحة في المعدة، واضطرابات الأمعاء فيصاب بالإمساك والإسهال، وقد تنتقل إليه الطفيليات بسبب أكل الطين والرمل، وقد يصاب بانسداد معوي، لذلك يجب أن يعالج .

و لتشخيص المرض، مبدئيا لا يوجد تحليل معين ليعلم الشخص بأنه مصاب باضطراب البيكا أم لا، فيقوم الطبيب باعتماد التاريخ المرضي للشخص، لذلك يجب أن يلتزم المريض بالأمانه مع الطبيب، فيخبره بالتفاصيل دون نقصان، ودون الشعور بالحرج من الاعتراف، حتى يتمكن الطبيب من طلب التحليلات اللازمة ومعالجة المريض وفق النتائج، وقد يعالج الشخص بأخذ مكملات غذائية معينة كالحديد والزنك وغيرها من العناصر الغذائية.

وفي حال كان هذا الاضطراب مرتبط بأمراض نفسية أخرى، فإن الطبيب النفسي يقوم بالإشراف على معالجة المريض ومتابعة الحالة.ولتأكيد إصابة الشخص باضطراب بيكا، فإنه يكون المصاب قد عاش هذا الاضطراب أي استمر بتناول المواد الغريبة مدة شهر كامل، أي لا يشخص أحد على أنه مريض بيكا لمجرد تناوله لمادة غريبة مرة أو مرتين.

يعالج هذا الاضطراب بمعالجة السبب (إن عرف السبب)، وعادة مع الأطفال والحوامل فإن هذا الموضوع لا يستمر طويلا، ويختفي في غضون شهر او اكثر قليلا.