ما هو أصل أسطورة طائر الفينيق

1 إجابات
profile/دانيه-طعمه-2
دانيه طعمه
اللغة الانجليزي / متمرّس
.
٢٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
من منا لم يقرأ قصصَ السندبادِ وقصصَ ألف ليلة وليلة وقصصَ الأساطيرِ العربيةِ القديمةِ الشيقةِ؟ فمن كان يقرأها لا شك أنه يعرفُ طائرَ الفينيق، فقد لا تخلو هذه القصصُ من هذا الطائر الخرافي الجميل، متعدد الألوان ذو الرقبة الطويلة ذو القوة العظيمة، الذي عندما يموت يحترقُ ويصبحُ رمادًا، ثم يتحولُ هذا الرمادُ إلى طائرٍ فينق جديد مرةً أُخرى، ليرمزَ إلى الحياةِ والقوة الخالدة والإزدهار والتفرد، وليكون درسًا في التحدي والتجدد ِوالاندفاعِ. 

تعددت الروايات حول أصل هذه الأسطورة، فيرجعها البعض إلى الفينيقيين والبعض يرجعونها إلى شعوب الفراعنة والإغريق. 

لكن يغلب الظن أن أُصولها يعود إلى الكنعانين، حيث لُقبوا بالفينيقيين نسبةً إليه، حيث كان رمزًا وشعارًا لهم على مدى العصور، وكان على سارية سفنهم البحرية علم ٌٌأحمرٌ أُرجوان اللون، استنبطوه من لون الفينيق ليكون شعارهم ورمزا لمحبتهم له، وحينَ تُقبلُ سفنهم على السواحل الأخرى، يقولون عنها "جاء الفينيق "أي قدِموا وحلوا، فقد عُرفوا باسمه وساهموا في انتشاره كأُسطورة، ولما كان لهم دور في السيادة البحرية، فهم أول من طوع البحر لسفنهم وتنقلهم بين السواحل، وبذلك نشروا ثقافتهم وحضارتهم بما فيها طائر الفينيق وأُسطورته. 

لنتحدث قليلًا عن الحضارات الأخرى التي يمكن أن تكون ساهمت بولادة الأسطورة غير الفينيقيين. 

 كنشأة الأُسطورة الفرعونية، فيشار أن الفينيق الأسطوري ظهر في مدينة الشمس بمصر،وسمي طائر الشمس رمزا للشمس بغروبها وبزوغها ،وللروح الخالدة في رحلتها بعد الموت ،ولقد ظهرت العديد من النقوش والرسومات في معابدهم ومقدساتهم التي تعبر عنه. 

ولا ننسى أن نتحدث عن نشأة الأسطورة الإغريقية حيث أن الشاعر هسيود الإغريقي كان من أوائل الشعراء الذين ذكروا الفينيق وتحدثوا عن عمره الطويل الذي يتجاوز خمسمئة سنة، إلا أن هيرودوت وصفه بتفاصيله مع العلم أنه قد رأى صورته في لوحة جدارية في معبد الشمس الفرعوني ،وقال عنه أنه يأتي من الجزيرة العربية كل خمسمئة عام ويطير قادما إلى مصر حاملاً معه جثة لسلفه. 

ليدفنها في معبد الشمس في مصر. كذلك المؤرخ الروماني الشهير بليني الأكبر حيث قال: إن "طائر الفينيق يعيش في شبه الجزيرة العربية 540 عاما وبعد ذلك يموت في عشه وتنبعث منه رائحة عطرة، ومن نخاع عظامه تخرج دودة صغيرة يظهر منها طائر فينيق جديد". 

.ومن الجدير بالذكر أن طائر الفينيق في وصفه، أنه ذو حجم ضخم جدا، ويمتلك ريش جميل جدا، ولونه أرجواني مائل إلى الحمرة، ويظهر على رأسه تاج شبيه بتاج الديك، عيونه واسعة صفراء اللون، وارجله حمراء، حجمه كحجم النعامة أو النسر أو أكبر ،ويسمى في التراث العربي بالعنقاء، عندما ينتهي عمره ويموت يحرق نفسه ذاتيًا، ثم من أثر النار يتحول إلى رماد ثم من هذا الرماد الناتج يخرج طائر فينق من جديد، وتنص الأُسطورة أيضا أنه طائر قوي جميل لديه طوق أبيض في رقبته الطويلة، يهاجر إلي فينيقيا عندما يحس بدنو أجله، بعد عمر يقدر بخمسمئة سنة تقريبا، ويريد أن ينشأ من جديد مرة أُخرى، فيختار نخلة شاهقة لها قمة عالية جدا تصل إلى حدود السماء، ويبني عشًا عليها، ثم يَحترقُ في النار التي أشعلها بنفسه مستعينا بالشمس، ثم يصبح رمادًا ومن رماده تخرجُ دودةً صغيرةً تتحول إلى شرنقةِ ثم بعد فترة يخرجُ على شكل طائرِ جديدِ، يحلقُ عودةً إلى وطنه الأصلي حاملا معه بقايا جسده القديم بمخالبه ليدفنها في معبد الشمس بمصر. 

بالرغم م أن قصته من مزج خيال البشرية، إلا أنه ظل رفيقًا لحكايا الإنسان على مر العصور وإلى يومنا هذا، لأنه ذو طابعٍ سحري قوي، ورمزًا جديرًا بالتمجيد، فليس هناك أعظم من القوة والحياة والإرادة ورفض الاستسلام. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة