من خلال دراستي للأدب في اللغة العربية فقد مرت معي تلك القصيدة الرائعة بلا شك، وقد قيلت هذه القصيدة في مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان غرض كعب بن زهير منها أن يعفو الرسول عنه.
فعندما دخل بجير أخ كعب الإسلام ملأ الغيظ قلبه، وقام بهجاء أخيه وهجاء الإسلام في قصيدة كاملة، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه وأباح دم ابن زهير، وعندما فتحت مكة المكرمة ودخل عدد كبير في الإسلام، أصاب كعب بن زهير الرعب الشديد خوفًا من أن يقتل، وبعد ذلك ذهب ابن زهير إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وترجاه ليعفو عنه.
وقد عفا الرسول الكريم عن ابن زهير، وسرد كعب قصيدته وأعلن إسلامه، فمدح كعب الرسول في قصيدته التي تتألف من 85 بيتًا، واعتبرت من أجمل القصائد في مدح الرسول، إذ يقول في مطلعها:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ
متيّم إِثرها لم يفد مكبولُ
وما سُعاد غداة البين إِذ رحلوا
إِلا أغنّ غَضيض الطرف مكحولُ
هيفاءُ مقبلة عَجزاء مدبرة
لا يشتكى قصرٌ منها ولا طولُ
فما تدوم على حال تكون بها
كما تلون في أثوابها الغولُ
تجلو عوارض ذي ظلم إِذا ابتسمت
كأنه منهل بالراح معلولُ
كانت مواعيد عرقوب لها مثلًا
وما مواعيدها إِلا الأباطيلُ