ما معنى ما زاغ البصر وما طغى؟

قال الله تبارك و تعالى في سورة النجم الآية السابعة عشر ما زاغ البصر و ما طغى جاء ذلك في معرض الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و رؤيته لجبريل عليه السلام عند سدرة المنتهى في رحلة المعراج و توقف جبريل عن التقدم و أكمل رسول الله مسيره نحو السماء و من أدب رسول الله أنه لم يتطلع و لم يزغ بصره يمينا أو شمالا أدبا مع ربه 

في هذه الاية القرانية التي جاءت في سورة النجم يجب أ ن نقرأ ما قبلها وما بعدها فقال تعالى:"إذ يغشى السدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى".

فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يزغ بصره ولم يطغى أي أنه وبعد مشاهدته لللايات العظيمة والكبيرة  لم يمل بصره  ولم يحاول أن ير أكثر مما أذن له رؤيته، وأيضا لم يثنيه ما رآه عن استشعار عظمة ربه بالرغم من أن ما رآه دلائل وآيات كونية والاهية وأمور عظيمة إلا أنها لم تثن قلبه عن تذكر الله لحظة ولم تبهره قيد أنمله عن انبهاره بعظمة ربه.

في هذه الآية الكريمة يمدح الله تعالى حبيبه ومصطفاه عليه كل صلوات الله الذي كشف له ليلة المعراج عن كل عجائب خلق الله وأظهر له الملكوت بما فيه من آيات باهرة وما في السماوات من المشاهد الأخّاذة ورغم ذلك فإن هذا الحبيب الذي اصطفاه الله حبيبا منذ القِدم وفضله على سائر العُرب والعجم لم يلتفت إلى شيء من ذلك كله ولم يتعلق قلبهُ إلّا بربه وكان شوقه فقط إلى لقاء ربه ناظرا بعين قلبه إلى نور ربه ولسان حاله يقول "إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي".
فما زاغ بصره عن النظر إلى المكوّن بديع السماوات والأرض بما طالعه من الأكوان من بدائع الخلق في السماوات والأرض لذلك اتخذه الله حبيبا وسماه في الأرض محمد وفي السماء أحمد فهو حبيب الملك الصمد من الأزل إلى الأبد.