قال الله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان في كبد ) سورة البلد 4
- فالله تعالى خلق هذا الإنسان وهو يكابد منذ صغره في هذه الدنيا ويسعى للحصول على السعادة فيها ،وقد يموت ولم يحصل ما يريد منها !! في كبد في السراء والضراء ، فطبيعة الحياة الدنيا هي حياة الشقاء والتعب والكد والكبد والمشقة والحزن والمرض والفقر والهم والغم ونقص في الأموال والأنفس والثمرات ، وهو كذلك في كبد في الآخرة والمرور عبر أهوال ومحطات ما بعد الموت من البرزخ والبعث والحشر والميزان والصراط حتى إلى جنة أو إلى نار .
- فالكبد : هو الشدة والمعاناة والمشقة - قال تعالى : ( إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ) سورة طه 117
- قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا قمط قماطا ، وشد رباطا ، يكابد الضيق والتعب ، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والأستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الأولاد ، والخدم والأجناد ، ثم يكابد شغل الدور ، وبناء القصور ، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها ، من صداع الرأس ، ووجع الأضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الأذن . ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة ، ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مساءلة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار ، إما في الجنة وإما في النار .