هناك اختلاف في معنى هذه الآية بين أهل التأويل، فقد قال بعضهم: فزاد الإنس بالجن باستعاذتهم بعزيزهم، جراءة عليهم، وازدادوا بذلك إثماً.
وهناك من قال إن المقصود بــ" فزادوهم رهقا " أي ازدادت الجن عليهم بذلك جراءة، وهناك من قال أي خطيئة.
وذهب آخرون إلى أن المقصود بذلك أن الكفار زدادوا بذلك طغياناً. وذكر في من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (فزادوهم رهقا) قال: زاد الكفار طغياناً.
والأولى في هذه الأقوال، قول من قال: معنى ذلك: فزاد الجن بفعلهم ذلك إثماً، وذلك زادوهم به استحلالاً لمحارم الله.
وقد قال الأعشى: لا شيء ينفعني من دون رؤيتها هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقاً.
وقد ورد في تفسير البغوي في قوله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"، يعني زاد الإنس الجن باستعاذتهم بقادتهم رهقاً.
وهناك نص ورد في التحرير والتنوير قيل فيه، أن معنى فزادوهم رهقاً، أن الجن كاوا يحتقرون الإنس بهذا الخوف فكانوا يكثرون من التعرض لهم والتخيل إليهم فيزدادون بذلك مخافة.
و ورد في تفسير الماوردي، أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن قال ابن زيد: إنه كان الرجل في الجاهلية قبل الإسلام إذا نزل بواد قال: إني أعوذ بكبير هذا الوادي - يعني من الجن - من سفهاء قومه، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم، وهو معنى قوله: وأنه كان رجال. وفي قوله: فزادوهم رهقا ثمانية تأويلات: أحدها: طغيانا، قاله مجاهد.
المصادر
إسلام ويب
تفسير القرطبي
التحرير والتنوير
تفسير الماوردي
تفسير البغوي