ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الهجرة تهدم ما قبلها)

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
معناه أن الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام ابتغاء وجه الله وموالاة لله ورسوله وللمؤمنين وبحثاً عن أرض يعبد فيها ربه كما أراد الله ويطبق فيها شرعه ،وتضحيته في سبيل ذلك بترك أرضه وموطنه الذي نشأ فيه ،وترك أهله وعشيرته وامواله ، كل هذه التضحية العظيمة أجرها هو مغفرة الذنوب التي سبقت وسلفت من العبد وتطهير له من أدرانه السابقة ،وهذا فضل عظيم ولا شك .

وهذه العبارة وردت في قصة إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه لما جاء إلى رسول الله مسلماً مهاجراً بعد تأخره أولاً طلب من النبي عليه الصلاة والسلام أن يبايعه ، فلما أراد النبي مبايعته وبسط يده ، قبض عمرو بن العاص يده وقال: إني أشترط أن يغفر لي ما مضى من كفري وشركي وعداوتي للإسلام ، فقال له رسول الله : " أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله " .

فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن هذه الأعمال الثلاث العظيمة كفيلة بمغفرة ذنوب العبد  السابقة : فإسلام العبد كفيل أن يكون سبباً في مغفرة الله للعبد ما سلف من شركه وكفره ، وهجرته في سبيل الله إلى بلاد الإسلام هي سبب أيضاً لمغفرة جميع الذنوب ، والحج المبرور سبب أيضا في هذه المغفرة .

وإنما كانت الهجرة بهذه المنزلة العظيمة حتى كانت في مرتبة مساوية للحج ، لأن المهاجر في سبيل الله قد برهن بهجرته وتفضيله ما عند الله وعند رسوله على أرضه ووطنه وعشيرته وأمواله على عظيم حبه لله وموالاته له ، وهذا الإيمان يستحق أن يكافأ الله صاحبه بهذا الأجر العظيم وهو مغفرة ذنوبه جميعاً .

ولذلك كان المهاجرون الذي هاجروا من مكة إلى المدينة في تلك المنزلة العظيمة عند الله وعند رسوله ، حتى شهد الله لهم برضاه عنهم حيث قال (والسابقون الأولون من الماهجرين والأنصار والذين اتبعوهم إحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) .

والله أعلم