ما معنى عتق رقبة من ولد إسماعيل ولماذا تم تخصيص العتق بولد إسماعيل

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المقصود بعتق رقبة: أي تحرير الرقيق أو الأسير من العبودية وإعطائه حريته. وله فضل عظيم.

والمقصود من ولد إسماعيل: أي من ذرية إسماعيل عليه السلام،

- أما سبب تخصيص ذرية إسماعيل بالذكر هو أنهم أشرف من تم أسره سبيه واسترقه. فلذلك لهم مزية، ولهم فضلٌ خاصٌّ.

- وقد جاء تخصيصهم بذلك الشرف لأنهم أولاد الأنبياء، فسيدنا إسماعيل عليه السلام نبي، 

- كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان قد طلب من السيدة عائشة أن تعتق الجارية: فقال صلى الله عليه وسلم اعتقيها؛ فإنها من ولد إسماعيل، 

- وقد جاء في الحديث الصحيح: (إنَّ الله اختار من بني آدم بني إسماعيل، واختار من بني إسماعيل كنانة، واختار من كنانة قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) رواه مسلم في صحيحه.

- كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من قال حين يصبح: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا أمسى حتى يصبح.) رواه أحمد، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وحسنه الحافظ ابن حجر، والألباني. 

- وفي هذا الحديث فضل خاص لولد إسماعيل عليه السلام فقد قال صلى الله عليه وسلم أنه من قال لا إله إلا الله..... كتب له أجر عظيم وفضل كبير ومن بين هذه الأجور عتق رقبة من ولد وذرية إسماعيل عليه السلام، فيا لهذا الفضل والثواب العظيم والأجر الكبير  من عند الله عز وجل.

- وفي هذا نجد الخير الكثير والثواب الجزيل من عند الله تعالى ما لا يخفى، فإن من أعتق رقبة أعتق الله تعالى بكل عضو منها عضوا منه من النار.

- ومن الآثار الحميدة لعتق الرقبة بأن الرقيق سيشعر بقيمة له ومكانه في قومه وتعمل على تحسين حال الرّقيق معنويّاً وعمليّاً، 

- وعتق الرقاب لم يكن حاصلاً قبل الإسلام، وحتى أنه لم تُمارسه أي شريعة ولا ديانة أُخرى غير الدين الإسلامي.

- ولكن الرِقّ كان مباحٌ في الإسلام، على أن يكون تعامل السيد مع الرّقيق بتجرُّدٍ وإنصاف واحترام فقد حث الإسلام  على أن التعامل مع الرقيق  بأبهى درجات الاحترام وأن يعطوا كامل الحقوق، 

- والإسلام نظر إلى الرّقيق على أنّه بشرٌ لهم حقوقهم الكاملة كغيره من البشر، لا على أساس دينه أو لونه أو عرقه،
 
- وقد خص الإسلام عتق الرقبة من أعظم القربات إلى الله عز وجل.
 
- كما أن الإسلام قد جعل العتق أحد مصارف الزّكاة الثّمانية، فقال الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). سورة التوبة، آية: 60.
 
- حتى أن الإسلام عندما جاء جعل كفارة ضرب العبد أو لطمه بأن يعتقه فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله يقول: (من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته عتقه). رواه أبو داود.

-وعتق الرقبة كانت كفارة للقتل الخطأ، قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ)، سورة النساء آية 92.

- وجاءت عتق الرقبة كفّارة للظِّهار، قال تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا)، سورة القصص آية 3.

- فنجد أن الله تعالى قد جعل العتق كفَّارةً للعديد من الجرائم والمخالفات الشرعية: فجعله كما ذكرنا كفَّارة للقتل، وكفَّارة للظِّهار، وكفَّارةً للوطء في رمضان، وكفَّارة لليمين.
 
- فعتق الرقاب له منزلة عظيمة وكبيرة عند الله تعالى؛ لما فيه من إخراج العبد من مُشابهة البهائم إلى مُوافقة بني آدم وحرية بني آدم؛ 

- ولهذا جعل اللهُ العتقَ من أسباب العتق من النار، وهو من أفضل القربات، فعتق الرقاب له شأن عظيم، تُكفر به الخطايا، وتُحطُّ به السَّيئات، وتُعتق به الرِّقاب،