ما معنى دعاء النبي صل الله عليه وسلم(من شر ما خلق وذرأ وبرأ) وما الفرق بينها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح أن يقول: (أصبحنا وأصبح المُلك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يُمسِك السماء أن تقع على الأرض إلَّا بإذنه، من شرِّ ما خلَق وذرَأ وبرَأ) رواه الإمام أحمد في مسنده .

- وجاء هذا الدعاء أيضاً في موضع آخر وهو أن رجلاً سَأَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: "جَاءَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَوْدِيَةِ وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْجِبَالِ وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَرُعِبَ -قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ- قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ. قَالَ: «مَا أَقُولُ؟ » قَالَ: «قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ». فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَل". أخرجه أحمد والطبراني

- فمن المستحب قول هذا الذكر والدعاء صباحاً ومساءً للتحصن من كيد الشياطين، ورد مردتهم وما يكيدون لبني آدم من الشر والوسوسة وتزيين الباطل والقبيح.

- ويعني هذا الدعاء الاستعاذة من جميع ما خلق الله تعالى من مخلوقات سواء أنس أو جن أو هوام أو سباع أو غيرها.

- أما بخصوص الفرق بين قوله: "خلق - ذرأ - برأ"؟

أولاً: فقوله صلى الله عليه وسلم: من شر ما خلق: هذا توحيد الله بربوبيته فهو الخالق: الذي يُخرِج الخلق من العدم إلى الوجود، وهو الخالق: مقدر الأمور وصاحب الأمر والنهي والتدبير وهو الملتجأ وهو الذي يُطلب منه الأمان واللوذ به.

ثانياً: وأما قوله: من شر ما ذرَأ؛ أي أعوذ بالله من شر الإنس والجن الذي أنشأهم وبثهم وخلقهم - فالله تعالى هو الذي أوجد الخلق وصورهم
ومعنى "الذرء: هو إظهار الله تعالى ما أبداه، يُقال: ذرأ الله الخلقَ؛ أي: أوْجَد أشخاصهم".
- قال ابن الأثير رحمه الله: "ذرأ: إذا خلقهم، وكأن الذرء مختصٌّ بِخَلْق الذُّرية".
- ومنه قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [سورة المؤمنون: 79].
فأنت بهذه الكلمة (ذرأ) تَستعيذ من شرِّ الإنس والجن.

ثالثاً: وأما قوله: من شر ما برأ: فتعني أعوذ بالله المنشِئ المخترع الذي أنشأ الخلق من العدم.
- قال ابن الأثير في معنى (برأ): "في أسماء الله تعالى البارئ؛ هو الذي خلَق الخلقَ لا عن مثال، ولهذه اللَّفظة من الاختصاص بِخَلْق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقَلَّما تُستعمل في غير الحيوان، فيُقال: برأ الله الـنَّسَمة، وخَلق السموات والأرض".
- فأنت بهذه الكلمة (برَأ) تستعيذ من شرِّ كل الحيوانات التي خلقها الله سبحانه.

- وحري بالمسلم أن يكون دائماً على طهارة وأن يصلي الصلوات جميعها في وقتها، وخاصة صلاة الفجر جماعة في المسجد- لأن من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله - أي في حفظ الله تعالى ورعايته فلا تستطيع الشياطين الاقتراب منه أو إيقاع الضرر به.

- كما يجب على المسلم أن يتحصن بالأذكار الصباحية والمسائية وعند النوم وعند الاستيقاظ ويكثر من قراءة القرآن الكريم - وخاصة سورة البقرة التي أخذها بركة ولا تستطيعها البطلة (مرة الجن). 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة