الموالاة في الوضوء: هو تتابع غسل أعضاء الوضوء فيغسل العضو ثم يغسل العضو الذي بعده بدون فاصل زمني طويل بينهما، وهو وحده العلماء - بعدم جفاف العضو الذي قبله -، فقد يتعرض الشخص أثناء الوضوء إلى أمر يجعله يترك الوضوء لحظات أو ثواني كرد على هاتف ضروري جداً، أو فتح باب لطارق أو ضيف، أو حصول حريق في البيت، وغيرها من الأحوال والظروف، فإن كان الانفصال يسيراً فلا حرج في ذلك - فيرجع ويكمل الوضوء - أما إن كان الانفصال طويلاً بحيث جف العضو - فالأفضل أن يعيد الوضوء مجددا.
والأدلة على ذلك:
1- عن عُمرَ بن الخطَّاب رَضِيَ اللهُ عنه: (أنَّ رجلًا توضَّأ فتَرَك موضِعَ ظُفرٍ على قدَمِه، فأبصَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ارجعْ فأَحْسِن وضوءَك، فرجَعَ، ثمَّ صلَّى) رواه مسلم.
- فقول النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للرجل (فأحسِنْ وضوءَك)، دليلٌ على وجوبِ الموالاةِ، وإلَّا لقال له اغسِلْ فقط ذلك الموضِعَ الذي تركتَه.
2- حديث: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى رجلًا يُصلِّي وفي ظَهرِ قَدَمِه لُمعةٌ قدْرَ الدِّرهَم، لم يُصِبْها الماءُ، فأمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يُعيدَ الوضوءَ والصَّلاةَ) رواه أحمد وابوداود وحسنه الألباني.
فإن أمر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للرَّجُلِ بإعادةِ الوضوءِ، دليلٌ على وجوبِ الموالاةِ، وإلَّا لقال له اغسلْ ذلك الموضِعَ الذي تركتَه.
فترتيب الوضوء وخاصة الفروض هو (ترتيب توقيفي) حسب الآية الكريمة في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة النساء (6)
- فالآية الكريمة رتبت الوضوء هكذا:
1- غسل الوجه. -2- غسل اليدين إلى المرافق.
3- مسح الرأس أو بعضاً منه.
4- غسل الرجلين إلى الكعبين.
- فهذه تسمى أركان الوضوء، ويضاف إليها ركنان هما:
1- النية:
2- الترتيب.
- وعدم الترتيب في الوضوء فيه خلاف بين الفقهاء:
1- فمذهب الحنابلة والشافعية قالوا بوجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء.
2- ومذهب المالكية والحنفية قالوا بعدم وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء.
- والرأي الراجح هو الرأي الأول: وهو وجوب الترتيب وفقاً للآية الكريمة، وعليه: فلا يجوز تقديم عضو على آخر، فإذا تم تقديم عضوا - وخاصة أركان الوضوء - فالوضوء باطل، لأنه يخالف صريح الآية الكريمة (الترتيب بين الأعضاء).
- وصفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم هي كما يلي :
- فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتوضأ يغسل كفيه ثلاثا مع نية الوضوء، ويسمي، ثم يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات، ويغسل وجهه ثلاثا، ثم يغسل يديه مع المرفقين ثلاثا، يبدأ باليمنى ثم اليسرى، ثم يمسح رأسه وأذنيه مرة واحدة، ثم يغسل رجليه مع الكعبين ثلاث مرات، يبدأ باليمين. - وبعد الوضوء يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.