ما معنى القنوت ومن هم القانتين؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
القنوت: هو الخضوع والطاعة والخشوع والاعتراف والإقرار بالعبودية لله تعالى وحده.
والقانتين: هم المؤمنين المطيعين والخاضعين لربهم والخاشعين في عباداتهم وطاعتهم لله تعالى.
- وقد وصف الله تعالى مريم ابنة عمران عليها السلام أنها كانت من القانتين، فقال الله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) سورة التحريم (12)
- فمعنى القانتين هنا في الآية الكريمة: هم المطيعين لله تعالى وحده.
- وقيل: إن القانتين هم المصلين بين صلاتي المغرب والعشاء.

- وقد يرد في الذهن سؤال: لماذا ختم الله تعالى الآية بقوله وكانت من القانتين رغم أن الكلام عن امرأة المتبادر للذهن أن يكون ختم الآية وكانت من القانتات؟

أولاً: العلة في ذلك: قد أعطاها القرآن إلى أهل بيتها فهم كانوا مطيعين لله تعالى ويجوز أن يرجع هذا إلى أهل بيتها، فأم مريم (زوجة عمران) عندما كانت حاملاً بها نذرت أن يكون ما بطنها لله تعالى:"إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" سورة آل عمران (35).
- فعندما وضعتها أنثى "قالت رب إني وضعتها أنثى" (أي قد لا تصلح للوفاء بما نذرته لك) "وليس الذكر كالأنثى" يعني في تحمل مشقة خدمة الدين، حيث أمها كانت تظن حسب المتبع أنه لا يصلح لذلك إلا الرجال وكذلك للمشقة المصاحبة له، فكانت المكافئة لها أن الله تعالى جعلها من القانتين على نية أمها السابقة ونذرها لله تعالى.
 
ثانياً: والعلة الثانية في قوله تعالى: (وكانت من القانتين) لأنه أراد أنها من الذين وصفهم الله بأفضلية القنوت له عامة وليس ذلك مقتصراً على أفضليتها بين النساء ولكن بين النساء والرجال جميعهم. وذلك لأنه تبعاً لقواعد اللغة العربية جمع المذكر يشير إلى مجموع النساء والرجال معاً أو الرجال فقط حسب المعنى.

ثالثاً: كلمة القانتين تشمل الرجال والنساء، مثل كلمة (قوم أو كلمة الذين آمنوا) وقد استخدمها القرآن الكريم.

رابعاً: السياق القرآني في الآيات اقتضى أن تكون نهاية الآية بقوله تعالى من القانتين وليس من القانتات.

- والقنوت هو دعاء ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاتي الفجر والوتر في رمضان وقد اختلف الفقهاء في حكمه:
- فذهب الشافعي إلى وجوبه في صلاة الفجر.
- بينما أبو حنيفة لم يعترف به في صلاة الفجر،
- وأما مالك فقد قال عنه مستحب.
 
- ومحل القنوت وورد أنه قبل الركوع وورد بعد الركوع.. وورد أيضا أنه قنت عليه الصلاة والسلام في النوازل في كل الصلوات.

- وللقنوت أكثر من صيغة منها:
الصيغة الأولى: عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: " عَلَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلماتٍ أقولهنَّ في قُنوتِ الوِترِ: اللهمَّ اهْدِني فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت " رواه أبو داود والترمذي.

الصيغة الثانية: وعن عمر رضي الله عنه، أنه قنت في صلاة الصبح، فقال: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكافرين ملحِق " رواه البيهقيّ في شعب الإيمان.