الحمد له الوهّاب العظيم الجناب,وبعد:
وفوق كل ذي علمٍ عليم.
العلم اللدنّيّ الأزلي هو من الله سبحانه وتعالى,ومنه ما أوحى به الله لعباده عن طريق رسله,ومنه ما فتح الله به على قلوب عباده,فمنهم مُقتصدٌ في العلم,ومنهم من له حظٌ وافرٌ به.
وما منّا إلا عالمٌ أو مُتعلّم,وقد يحتاج الإنسان لتبيان حقيقةٍ يجهلها,أو فتوى لم يصل إليها علمه,فحينئذ واجب عليه سؤال العارفين لكي يسير وفق المنهج الصحيح,قال تعالى : " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
وقال تعالى : " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ "
وهذا أمرٌ حتى تكون العبادة والمعاملات صحيحة,وحتى في زمن الصحابة الكرام,كان من يتصدّر للأحكام قِلّة منهم,أمثال عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر.
فسبحانه قسم حظوظ العقل كما قسم حظوظ الرزق.
والحمد لله.