ورد في باب الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، واجعلني إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي) رواه البخاري والترمذي وابن ماجة.
- والمقصود لك مخبتا: أي خاشعا متواضع خاضع لله تعالى مخلص في خشوعه وقد قصد بها كثير الإخبات، وهو أن يكون القلب ذليلا بين يدي اللَّه تعالى إجلالاً وتذلّلاً وخشية، راضيا مطمئن بقضاء الله وقدره، خائفا من الله تعالى
- فهذا الدعاء العظيم قد احتوى واشتمل على عدة مطالب، وتعد هذه المطالب من أهم المطالب التي يسعى إليها العبد ويحتاجها، وهي من أهم أسباب صلاحه، وسعادته في الدنيا والآخرة.
- ومن أهم الأمور التي ينبغي على المسلم أن يحافظ عليه هو أن يسأل اللَّه تعالى التوفيق والإخلاص في العبادات.
- وقد وردت كلمة المخبتين في القرآن الكريم في عدة مواضيع قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة هود: 23].
- وقوله تعالى في سورة الحج (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)
- فالدعاء هو روح العبادات، وأسماها وأزكاها، بل وأهمها، للقيام بها على الوجه الأكمل، وأن يكون شكارا ذكارا ويتوجب على المسلم أن يتوسّل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، وأن يسأله التوفيق إلى أفضل الأعمال وأحسنها