حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ"، حديث صحيح ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
والقتات هو النمام، أو الذي يمشي بالنميمة، والحديث فيه تحذير شديد من الرسول صلى الله عليه وسلم على سوء النمام ومن يقول النميمة، وأن الله حرم عليه الجنة.
ومن أبرز ما يستفاد من هذا الحديث أن المسلم لا يجب أن يستهين بالنميمة لسوء عاقبتها، لأن البعض يعتبر النميمة من الذنوب الصغيرة التي يغفرها الله ولكن الحديث يؤكد على سوء النميمة وعاقبتها الكبيرة، لذا على المسلم أن ينتبه لهذا جيداً.
وقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر على بحائط من حيطان مكة أو المدينة، فسمع صوت شخصين يعذبان في قبورهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يعذبان وما يعذبان في كبير"، ثم قال:" بلى، أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة".
وهذا أيضاً من الأحاديث التي تدل على سوء عاقبة النمام، وغيرها من الأحاديث أيضاً، ومن الأولى أن ينتبه المسلم لذلك ولا يقع في طريق النميمة، وإذا كان وقع في ذلك، فعليه أن يراجع نفسه قبل فوات الأوان ونهاية الأجل.
لأن باب التوبة دائماً مفتوح، ما دام الإنسان على قيد الحياة، وكون هذه الأحاديث وردت في سوء عاقبة النمام، فهذا لا يعني أن لا مجال للتوبة، فباب التوبة مفتوح دائماً لكل شخص يذهب إليه.
قال الله تعالى:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ" سورة الزمر / 53-54.
رحمة الله ومغفرته، تطال كل شيء وكل إنسان، وما عليه إلى أن يقبل على الله عز وجل لينال رحمته ومغفرته، والنميمة وغيرها من الذنوب التي تندرج تحت رحمة الله عز وجل ومغفرته.